المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

[ترجمة المؤلف بقلم السيد العلامة/عبدالله بن صلاح العجري]

صفحة 15 - الجزء 1

  وأرواحهم في جنة المأوى، هذا ولا أحتاج أن أطيل في فضل أهل البيت المطهرين ولا في فضل العلم، والمؤلف حفظه الله كما يعرفه من خالطه هو الشديد في الدين، اللّين في الأخلاق، القويّ في الحق، الرحيم بالضعفاء، الآمر بالمعروف، الناهي عن المنكر، الموالي لأولياء الله، المعادي لأعداء الله ... إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق، ومعالي الأمور، ولا غرو ولا عجب؛ فهو من أسرة كريمةٍ بلغت القمة في الكمال الذاتي للنفوس البشرية، أسرة شديدة الشكيمة في الحق، متوقّدة الحماس للدين، لا تعرف هوادةً ولا ليناً حين تهب بادرة البغي والباطل، علماء حكماء بررة أتقياء، متواضعون للحق وأهله، وهم الغاية في الورع والقدوة فيه (والدين الورع)، يُعْرفون بصفاء النفوس، وطهارة القلوب، ونصرة الحق، وإنصاف الناس، وبطولة في الدفاع عن العقائد والمبادئ الدينية، لا يخافون في الله لومة لائم، ولا يخشون أحداً إلا الله:

  إذا ما رايةٌ رُفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليمين

  يضيئون القلوب بأنوار العلم، والمترجم له حفظه الله من عيون تلكم الأسرة المباركة التي يصدق عليها قول الشاعر إذْ قال، وقد أجاد:

  هم الصائمون القائمون لربهم ... هم الخائفوه خشية وتخشّوا

  هم القاطعوا الليل البهيم تهجداً ... هم العامروه سجّداً فيه ركّعا

  بهم تُقبل الأعمال من كل عامل ... بهم ترفع الطاعات ممن تطوّعا

  بأسمائهم تُسقى الأنام ويهطل الغمـ ... ـام وكم كرب بهم قد تشعشعا

  هم القائلون الفاعلون تبرّعاً ... هم العالمون العاملون تورّعا

  أما مولده الشريف: فذلك في ضحيان في تاريخ محرم الحرام / ١٣٥٢ هـ، أنشأه الله من عنصرين زكيين، ومن أبوين عظيمين، فأبوه: حي سيدي ومولاي العلامة العابد الزاهد ذو النور الساطع عماد الإسلام والدين، وزينة المتقين، يحيى بن الحسين بن محمد الحوثي رضوان الله عليه ورحمته وبركاته.