المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

باب ما نهي عنه من الأصوات والأفعال عند موت الميت

صفحة 183 - الجزء 1

  فوجد عبدالله بن رواحة خفّة في جسمه، قال: فقيل للنبي ÷: هذا عبدالله بن رواحة، قال: فوقف، فقال: «يا عبدالله حدث بما رأيتَ، فقد رأيتَ عجباً»، قال: رأيت ملكاً من الملائكة بيده مقمعة من حديد تأجج ناراً، كلما صرخت صارخة: يا جبلاه أهوى بها لهامتي أنت جبلها، فأقول: بل الله، فيكف بعد إهواء، فإذا قالت: يا عزاة أهوى بها لهامتي أنت عزها، فأقول: بل الله، فيكف بعد إهواء، فقال رسول الله ÷: «صدق فما بال موتاكم يبتلون بقول أحياكم».

  وفيها [العلوم: ٢/ ٤١١]، [الرأب: ٢/ ٧٩٣]: حمزة بن أحمد، قال: حدَّثني عمي، عن أبيه، عن جده، عن علي #، قال: لما مات إبراهيم أمرني رسول الله ÷، فغسلته، وكفنه رسول الله ÷ وحنَّطه، وقال لي: «احمله يا علي» فحملته حتى جئت به إلى البقيع، فصلى عليه رسول الله ÷، ثم قال لي: «انزل يا علي في قبره» فنزلت، فدلاه عليَّ رسول الله ÷، فلما أن رآه منصباً بكى رسول الله ÷؛ فبكى المسلمون لبكاء رسول الله ÷ حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء، فنهاهم رسول الله ÷ أشد النهي وقال: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، لولا أجل معدود، ويوم موعود، لاشتد حزننا عليك يا إبراهيم، وأنا بك لصبون، وإنا عليك لمحزونون»، ثم سوى قبره، ووضع يده عند رأسه وغمزها حتى بلغت الكوع وقال: «بسم الله ختمتك من الشيطان أن يدخلك»، ثم قال: «يا علي إن كان إبراهيم لنبيئاً»، قال عمي فقلت لأبي: يا أبه كيف يكون إن كان لنبيئاً، وقد قال الله لا نبيء بعده؟ فقال: ألا ترى أنه مضى قبله، وأن محمداً ختمه ÷.

  وفيها [العلوم: ٢/ ٤١٢]، [الرأب: ٢/ ٧٩٥]: حمزة بن أحمد، قال: حدَّثني عمي، عن جد أبيه، عن جده، عن علي، قال: قال رسول الله ÷: «لو أن إبراهيم عاش ما أذنت في قبطي يُسْتَرق، ولا قبطية».

  وفيها [العلوم: ٢/ ٤١٢]، [الرأب: ٢/ ٧٩٥]: حمزة بن أحمد، قال: حدثتني عمتي، عن أمها أم حسين أنها حضرت جعفر بن محمد عند وفاته، فقال: لا تلطمن عليَّ خداً، ولا تشقنّ عليَّ جيباً، فما