فصل في الطواف وركعتيه والاستلام
  {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}[البقرة: ١٢٥] فصلى خلفه ركعتين فقرأ فيهما: (قل ياأيها الكافرون)، و (قل هو الله أحد).
  وقال الهادي # في الأحكام [ج ١ ص ٢٧٨]: فإذا انتهى المحرم إن شاء الله إلى الكعبة ورآها فليقطع التلبية إن كان معتمراً عند مصيره إلى الكعبة، ولا يلبي بعد ذلك حتى يُهلّ بالحج، ولكنه يطوف بالبيت سبعة أشواط يَرْمِل في ثلاثة أشواط، ويمشي الأربعة الباقية، ويقول في طوافه حين يبتديه ويكون ابتداؤه من الحجر الأسود: ﷽، ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم، فإذا حاذى باب الكعبة قال - وهو مقبل بوجهه إليها -: اللهم هذا البيت بيتك، والحَرَمُ حَرَمُك، والعبد عبدك، وهذا مقام العائذ بك من النار، اللهم فأعذني من عذابك، واختصني بالأجزل من ثوابك ووالدي وما ولدا، والمسلمين والمسلمات، ياجبار الأرضين والسماوات، ثم يمضي في طوافه ويقول: ربّ اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الله الأعز الأكرم، ويردد هذا القول حتى ينتهي إلى الحجر الأسود، فإذا انتهى إليه استلمه، وقال: اللهم إيماناً بك وتصديقاً بكتابك، واتباعاً لأمرك، وإقتداء بسنة نبيك محمد صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الأخيار الصادقين الأبرار، اللهم اغفر لي ذنوبي، وكفر عني سيئاتي، وأعني على طاعتك، إنك سميع الدعاء، ثم يمضي حتى يواجه البيت ثانية، ثم يقول: ماقال أولاً، ويفعل في طوافه كما فعل في أوله، ثم يستلم الأركان كلها، ومالم يقدر عليه منها أشار إليه بيده، ويقول عند استلامه للأركان: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار) فإذا فرغ من السبعة الأشواط وقف بين الحجر الأسود والباب، ثم دعا، فقال: اللهم أنت الحق، وأنت الإله الذي لا إله غيرك، إياك نعبد، وإياك نستعين، وأنت ولينا في الدنيا والآخرة، فاغفر لنا ذنوبنا، وتجاوز عن سيّآتنا، وتقبّل سعينا، ويسر لنا ماتعسر علينا من أمرنا، ووفقنا لطاعتك، واجعلنا من أوليائك الفائزين يارب العالمين، ثم يمضي فيصلي ركعتين وراء المقام.
  وفيها [ج ١ ص ٢٨٠]: ثم يأتي مقام إبراهيم صلى الله عليه، فيصلي وراءه ركعتين يقرأ في الأولى بالحمد، وقل ياأيها الكافرون، وإن شاء قرأ في الأولى بقل هو الله أحد، وفي الثانية