باب الوقوف بعرفة
  ويقول ماشرحناه أولاً من القول، ويقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك بحجة تمامها وأجرها عليك، فإذا دخل مكة فلا يقطع التلبية حتى يرمي جمرة العقبة من بعد رجوعه يوم النحر من عرفة، وذلك رأي أهل البيت جميعاً لايختلفون في ذلك، وإن أحب أن يبدأ حين يدخل مكة فيطوف لحجه ويسعى فليفعل، ثم ليثبت على إحرامه حتى إذا كان يوم التروية أو ليلة عرفة فليتوجه إلى منى، فإن أتاها نهاراً أقام بها حتى يصلي الفجر من يوم عرفة، وإن أتاها ليلاً فكذلك، وإن أتاها في آخر الليل عَرَّس بها ساعة، فإذا صلى الصبح سار إلى عرفة.
  وفيها [ج ١ ص ٢٨٤]: فإذا انتهى الحاج إلى عرفة نزل بها وأقام حتى يصلي الظهر والعصر، فإذا صلى الظهر والعصر ارتجل فوقف في أي عرفة شاء، ويحرص أن يدنو من موقف النبي ÷ بين الجبال، وإن لم يقدر على ذلك الموضع، لكثرة الزحام فيقف بأي عرفة شاء ما خلا بطن عرنة، فإن رسول الله ÷، قال: «عرفة كلها موقف إلا بطن عُرَنَة».
  قال: فإذا وقف ذكر الله سبحانه وتعالى عن كل شأن شأنه، وسبَّحه ومَجَّده، ويخلص النية له ويقول: اللهم أنت ربنا، ورب آبائنا الأولين، إياك قصدنا، ولك استجبنا، وعليك توكلنا، وإياك رجونا، ومنك سألنا، فأعطنا سؤلنا، وتجاوز عن سيئاتنا، واهد قلوبنا، وثبتنا على الهدى، وآتنا تقوانا، ولا تكلنا إلى أنفسنا، وتقبل حجنا، ولا تردنا خائبين، واقلبنا مستوجبين لثوابك، آمنين لعذابك، ناجين من سخطك ياإله السموات والأرضين، اللهم لك الحمد على نعمائك، ولك الحمد على آلائك، ولك الحمد على ما أوليتنا وأبليتنا وأعطيتنا، فامتعنا بنعمائك، ولا تُزِل عنَّا ما عودتنا من فضلك وآلائك، يا إله العالمين.
  ويدعو بما أحب من الدعاء سِوى ذلك لنفسه ولوالديه، ويسأل الله ما أحبّ أن يسأله من الرزق، وغير ذلك من مراده؛ فإنه سميع الدعاء، قريب الإجابة، رحيم كريم.
  وفي المنتخب قال # [ص ١١٠]: فإن رسول الله ÷ قال: «عرفة كلها موقف ما خلا بطن عُرَنه».
  وفي الجامع الكافي [ج ١ ص ٢٠٥]: قال محمد: السُّنَّة على الإمام أن يصلي بمنى خمس صلوات، أولهن الظهر يوم التروية، وآخرهن صلاة الفجر يوم عرفة، وذلك واسع على