باب الإفاضة إلى منى ورمي الجمار
  جعفر #: ثم أفض حتى تأتي منزلك بمنى، ثم أتِ الجمرة العظمى فارمها بسبع حصيات، وكبر مع كل حصاة تكبيرة تقول: الله أكبر، الله أكبر، اللهم ادْحَر عني الشيطان، اللهم تصديقاً بكتابك، وسنة رسولك محمد ÷، اللهم اجعله حجاً مبروراً، وعملاً مقبولاً، وذنباً مغفوراً، وسعياً مشكوراً، وإن شئت قلت ذلك مع كل حصاة، وإن شئت قلته حين تفرغ من رميك في آخر الحصى حين تريد الانصراف، إلا التَكْبِير تُكَبر مع كل حصاة ترمي بها لابد من ذلك.
  وفي الجامع الكافي [ج ١ ص ٢٠٨]: قال القاسم #: إذا رمى الرجلُ الجمارَ قال مع كل حصاة يرميها: الله أكبر، ثم يتقدم أمام الجمرتين الأولتين إذا رماهما ويدعو بما حضر من الدعاء، ويذكر الله ø، فأما جمرة العقبة فيرميها، ويكبر مع كل حصاة، ثم ينصرف، ولا يقف عندها ولا يدعو.
  وفيه [ج ١ ص ٢٠٩]: قال القاسم # فيما أَخْبَرنا علي، عن ابن هارون، عن ابن سهل، عن عثمان، عن القومسي عنه، قال: أفضل أوقات رمي الجمار زوال الشمس، إلا يوم النحر، فإنه يرميها قبل الزوال، ولايرمي الرجال إلا بعد طلوع الشمس، وقد رخص للنساء في الرمي قبل طلوع الشمس، ولا يرمي الجمار ليلاً.
  وفيه [ج ١ ص ٢٠٩]: قال القاسم #، ومحمد: ومن استطاع أن يرمي الجمار ماشياً فهو أفضل.
  [ج ١ ص ٢٠٩] قال القاسم #: وهو أشبه بأعمال الصالحين، ومن رماها راكباً أجزاه.
  قال محمد: ولا بأس أن يرمي الجمار راكباً من غير علة، قد رمى العلماء والصالحون ركباناً، ومشاة.
  وروي عن النبي ÷: أنه رمى جمرة العقبة راكباً على ناقته، وعن جعفر بن محمد # أنه رمى راكباً.
  قال الهادي # في الأحكام [ج ١ ص ٢٨٦]: ثم ليسر راجعاً إلى منى عليه الخشوع والوقار، ويقرأ في طريقه ماتيسر له من القرآن، ويدعو بما شاء أن يدعو به، ويذكر الله بما هو أهله، ويستغفر لذنوبه، ويتوب إليه من خطيئته؛ فإنه لايغفر إلا للتائبين، ولا يقبل إلا من الراجعين، فإذا انتهى إلى بطن محسر - وهو الوادي الذي بين منى ومزدلفة - فليسرع