باب في فضل الجهاد
  وبه فيه [ص ٣٥٢]: عنه #، قال: (من اغبرت قدماه في سبيل الله حرَّم الله وجهه على النار، ومن رمى بسهم في سبيل الله فبلغ، أو قصر كان كعتق رقبة، ومن ضرب بسيف في سبيل الله فكأنه حج عشر حجج، حجة في إثر حجة).
  وقال الهادي # في الأحكام [ج ٢ ص ٥٠٣]: وفي ذلك ما بلغنا عنه ÷ أنه قال: «ما اغبرت قدما أحد في سبيل الله فطعمته النار».
  وبلغنا عنه ÷ أنه قال: «لنومة في سبيل الله أفضل من عبادة ستين سنة في أهلك، تقوم ليلتك لا تفتر، وتصوم نهارك لا تفطر».
  وبلغنا عن حسان بن ثابت الأنصاري أنه قال: يا رسول الله إن عندي عشرة آلاف، فإن أنفقتها يكون لي أجر مجاهد؟ فقال ÷: «فكيف بالحط والارتحال».
  وفي صحيفة علي بن موسى # [ص ٤٩١]: عن آبائه $، قال: قال علي بن الحسين #: بينما أمير المؤمنين # يخطب الناس، ويحضهم على الجهاد إذ قام إليه شاب، فقال: يا أمير المؤمنين: أخبرني عن فضل الغزاة في سبيل الله، فقال #: (كنت رديف رسول الله ÷ على ناقته العضباء، ونحن مقفلون من غزوة ذات السلاسل، فسألته عما سألتني عنه، فقال: «إن الغزاة إذا همّوا بالغزو، كتب الله لهم برآءة من النار، وإذا تجهزوا لغزوهم، باهى الله بهم الملائكة، فإذا ودعوهم أهلوهم بكت عليهم الحيطان، والبيوت، ويخرجون من ذنوبهم كما تخرج الحية من سلخها، ويوكل الله بكل واحد منهم أربعين ألف ملك يحفظونه من بين يديه، ومن خلفه، وعن يمينه، وعن شماله، ولا يعمل حسنة إلا ضعفت له، ويكتب له كل يوم عبادة ألف رجل يعبدون الله تعالى ألف سنة كل سنة ثلاثمائة وستون يوماً، واليوم مثل عمر الدنيا، وإذا صاروا بحضرة عدوهم انقطع علم أهل الدنيا عن ثواب الله إياهم، فإذا برزوا لعدوهم، وأشرعت الأسنة، وفوقت السهام، وتقدم الرجل إلى الرجل حفّتهم الملائكةُ بأجنحتها، ويدعون لهم بالنصر، والتثبيت، فينادي مناد: الجنة تحت ظلال السيوف، فتكون الطعنة، والضربة على الشهيد أهون من شرب الماء البارد في اليوم الصائف، وإذا زل الشهيد عن فرسه بطعنة، أو ضربة لم يصل إلى الأرض حتى يبعث الله ø إليه زوجته من الحور العين، فتبشره بما أعد