المختار من صحيح الأحاديث والآثار،

محمد بن يحيى بن حسين مطهر (المتوفى: 1440 هـ)

فضل المتحابين في الله وزيارة الإخوان وضيافتهم وتكرمتهم

صفحة 642 - الجزء 1

  موسى بن جعفر، قال: حدَّثني أبي إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي À: أن رسول الله ÷ قال: «لما نزلت هذه الآية: {أَلَا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ٢٨}⁣[الرعد: ٢٨]، ذلك من أحب الله ورسوله، وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب، وأحب المؤمنين شاهداً وغائباً، ألا بذكر الله فتحابوا».

  وبه فيها [ص ٢٥٢]: قال: قال رسول الله ÷: «أثبت الأعمال ثلاثة: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله، وذكر الله على كل حال».

  قلت: وأمَّا محبة آل محمد عليهم الصلاة والسلام بخصوصهم ففيهم ما لا يحصى كثرة ولا تتسعه إلاَّ المجلدات من رواية المؤالف والمخالف، وقد صنفت فيه المصنفات، فيطلب من هنالك، ويمكن بإعانة الله أن نزبر شيئاً من ذلك فيما بعد تبركاً بهم لا حصراً.

  وفي مجموع زيد # [ص ٣٩٣]: عن آبائه، عن علي $، قال: (من تكرمة الرجل لأخيه أن يقبل بره، وتحفته، وأن يتحفه بما عنده، ولا يتكلف له).

  قال: وقال علي #: سمعت رسول الله ÷ يقول: «لا أحب المتكلفين».

  وفيه بهذا السند [ص ٣٩٤]: قال: «إذا دعا أَحَدَكم أخوه، فليأكل من طعامه، وليشرب من شرابه، ولا يسأل عن شيء».

  وبه فيه [ص ٣٩٣]: عن علي #، قال: (لأن أخرج إلى سوقكم فأشتري صاعاً من طعام، وذراعاً من لحم، ثم أدعوا نفراً من إخواني أحبُّ إليَّ من أن أعتق رقبة).

  وبه فيه [ص ١٩٨]: عنه # قال: (لأن أشتري بدرهم صاعاً من طعام، فأجمع عليه نفراً من إخواني أحبُّ إليَّ من أن أخرج إلى سوقكم هذا، فأشتري رقبة، فأعتقها).

  وبه فيه [ص ٣٩٢]: قال: قال رسول الله ÷: «لو دعيت إلى كراع⁣(⁣١) لأجبت، ولو أهدي إليَّ ذراع لقبلت».


(١) كراع: العضو المعروف من الحيوان، وقيل اسم موضع بالقرب من المدينة، والأول أظهر لما أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعاً: لو دعيت إلى كراع، أو ذراع لأجبت، ولو أهدي إليَّ ذراع أو كراع لقبلت. ولما أخرجه أحمد والترمذي وابن حبان عن أنس مرفوعاً لو أهدي إليَّ كراع لقبلت ولو دعيت إليه لأجبت. تمت مؤلف حفظه الله تعالى.