أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[أفضل الصفوف]

صفحة 101 - الجزء 1

  والأحاديث في هذا الباب كثيرة.

  يؤخذ من ذلك:

  ١ - أن الصف الأول في الجماعة أفضل الصفوف، والمراد الحث للمصلين على الصلاة فيه والمسارعة إليه.

  ٢ - أن يمين الصف الأول أفضل من يساره.

  ٣ - قوله: «وهو صف الملائكة $»، سُمّي بذلك؛ إما لأن الملائكة يصلون على الصف الأول، أي: يدعون لهم، أو أن صفاً من الملائكة يحضر صلاة الجماعة يصفون في الصف الأول، أَوْ أن ذلك كناية عن فضله.

  وفضل ميامن الصف لعله - والله أعلم - أن النبي ÷ كان يحب التيامن في كل شيء، وأعطى ÷ فضل شرابه لمن كان عن يمينه، وعلى هذا فمجرد كونه يمين الإمام هو العلة، ولعل الداعي للنبي ÷ إلى التيامن في كل شيء هو التفاؤل، فقد كان ÷ يحب الفأل الحسن.

  ٤ - أنه يجب على المصلين في صفوف الجماعة أن يسووا صفوفهم، فلا يتقدم أحد على أحد بحيث تكون صدورهم مستوية وعواتقهم متلاصقة.

  ٥ - أنه لا يجوز أن يتركوا خللاً بين الرجل والرجل، بل يجب عليهم أن يسدوا الخلل بأن يقرب بعضهم من بعض بحيث تتلاصق مناكبهم.

  ٦ - «خير الصفوف أولها» يعني: أنه أكثر ثواباً، «وشرها آخرها» يعني: أنه أقل ثواباً، وصفوف النساء على العكس من ذلك. والحكمة في ذلك: أن الصف المقدم للرجال يكون قريباً من الإمام؛ فيسمع القراءة، ويسلم من رؤية من يكون قدامه ومن اختراق المارة بين يديه؛ أما صف النساء المقدم فكان شر الصفوف؛ لقربه من الرجال.

  ٧ - قولُه: «إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف» يَدلُّ على فضل يمين كل صف من صفوف الصلاة، وليس الصف المقدم وحده، ولعل السر في ذلك - والله أعلم - أن عادة الصالحين أن يتعمدوا الوقوف في الميامن.