[أفضل الصفوف]
  وقد يكون الشخص ضعيف البنية ذا فطنة وذكاء وله رغبة وميول إلى العلم فيكون طلب العلم في حقه أفضل، وقد يكون للشخص أبوين عاجزين ولا يوجد من يقوم بهما سواه مع فقرهما، فالقيام عليهما ورعايتهما في حقه أفضل الأعمال، وقد يكون الشخص ضعيف البدن وله رغبة وميول إلى العبادة وليس من أهل الذكاء والفطنة فتكون العبادة أفضل الأعمال في حقه.
  وعلى الجملة فأفضل الأعمال في حق كل مكلف ما يتناسب مع قوته وذكائه وفطنته ورغبته وميوله، أو مع مسيس الحاجة إليه في ذلك العمل كالولد بالنسبة لحاجة والديه، وكمن له خبرة في عمل وطلبه الإمام للقيام به ونحو ذلك؛ وإنما كان الأمر كما ذكرنا لأن العبرة بالمصلحة التي تترتب على العمل، فمهما كانت المصلحة كبيرة كان الفضل تابعاً لها.
  ومن هنا اختلفت الأجوبة من النبي ÷ باختلاف الأشخاص السائلين له ÷ عن أفضل الأعمال.
[أفضل الصفوف]
  في المجموع عن علي # قال: (أفضل الصفوف أولها وهو صف الملائكة $، وأفضل المقدم ميامن الإمام) قال: وقال رسول الله ÷: «إذا قمتم إلى الصلاة فأقيموا صفوفكم، والزموا عواتقكم، ولا تدعوا خللاً فيتخللكم الشيطان كما يتخلل أولاد الحذف» اهـ.
  وفي مسلم: «خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها».
  وأخرج أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه: أن رسول الله ÷ قال: «إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف».
  وروى أحمد والطبراني في الكبير ورجال أحمد موثقون: «سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل؛ فإن الشيطان يدخل فيما بينكم بمنزلة الحذف»، يعني أولاد الضأن الصغار. اهـ