كلمة الإخلاص
كتاب الجنائز
  في المجموع بسنده عن النبي ÷: «أديموا ذكر هاذم اللذات»، قالوا: وما هاذم اللذات يا رسول الله؟ قال: «الموت، فإنه من أكثر ذكر الموت سلا عن الشهوات، ومن سلا عن الشهوات هانت عليه المصيبات، ومن هانت عليه المصيبات سارع إلى الخيرات»، وهو في أمالي أبي طالب.
  وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت».
  في الحديث: أن دوام ذكر الموت سبب موصل إلى ملازمة التقوى.
كلمة الإخلاص
  في المجموع: «لقنوها موتاكم - أي: «لا إله إلا الله» - فإنها من كانت آخر كلامه دخل الجنة».
  وفي مسلم: «ما من عبد قال: «لا إله إلا الله» ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة».
  وروى الطبراني: «من قال: «لا إله إلا الله» مخلصاً دخل الجنة» قيل: وما إخلاصها؟ قال: «أن تحجزه عن محارم الله».
  ونقل النووي في شرح مسلم عن القاضي عياض: أن جماعة من السلف منهم سعيد بن المسيب قالوا: كان هذا قبل نزول الفرائض والأمر والنهي، وقال بعضهم: إن ذلك لمن قالها عند الندم والتوبة، ومات على ذلك، وجزم به البخاري؛ ذكره في كتاب اللباس اهـ من الروض.
  قلت: كلمة الإخلاص عند الموت تتضمن الرجوع إلى الله والتوبة؛ وذلك أن حالة الموت حالة إخلاص وانقطاع إلى الله، وحالة خوف من الذنب، ومن هنا كانت سبباً لدخول الجنة، وحينئذ فكلمة الإخلاص متضمنة للتوبة، أما مجرد اللفظ فلا قيمة له ولا وزن، «ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» ولا يُوَفَّقُ لها إلا أهلُها.