[صلاة الجمعة للمسافر]
  ١ - إما القول بأنها الوقت الذي كان النبي ÷ يصلي فيه صلاة الجمعة، وإنما أخترنا هذا القول:
  - لأن صلاة الجمعة أفضل الصلوات فيكون وقتها أفضل الأوقات.
  - ولأن الله تعالى أوجب السعي إليها إيجاباً، وحرم البيع عند النداء إليها.
  - وحث النبي ÷ على الاستعداد لها بالغسل والطيب والنظافة.
  - وفي الأثر عن أمير المؤمنين لبعض عماله: (ولا تسافر يوم الجمعة حتى تشهد الصلاة).
  ٢ - وإما القول بأنها ساعة مبهمة في اليوم كله ابهمت كما ابهمت ليلة القدر ليستكثر العاملون من العمل والذكر والدعاء.
[صلاة الجمعة للمسافر]
  في الاعتصام: وقال في الجامع الكافي: قال محمد: بلغنا عن النبي ÷ أنه قام بين الركن والباب يوم التروية في حجة الوداع في يوم جمعة حين زالت الشمس فوعظ وذكر، وقال: إنا نصلي الظهر بمنى فمن استطاع منكم أن يصلي الظهر بمنى فليفعل، وصلى رسول الله ÷ الظهر بمنى ولم يجمع. اهـ
  قلت: يؤخذ من ذلك أنه لا يشرع إقامة الجمعة للمسافر، وقد روي أن يوم عرفة كان يوم الجمعة في حجة الوداع، فإذا كان الأمر كذلك فهل يصح للمسافر إقامتها؟
  والجواب: أنه لا خلاف أنه يصح للمسافر أن يصلي الجمعة بل يجب عليه ذلك إذا سمع نداءها أو كان نازلاً حيث تقام.
من باب صلاة السفر
  روى البخاري عن ابن عباس: أقام النبي ÷ بمكة تسعة عشر يقصر.
  ولأبي داود عن جابر: أقام بتبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة. ورواته ثقات.
  وفي المتفق عليه عن أنس: كان رسول الله ÷ إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما، فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب.