أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حديث: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا»]

صفحة 175 - الجزء 1

الشهادة على رؤية الهلال

  في المجموع بسنده إلى علي # أن قوماً جاءوه فشهدوا أنهم صاموا لرؤية الهلال، وأنهم قد أتموا الثلاثين، فقال علي #: (إنا لم نصم إلا ثمانية وعشرين يوماً) فدعا بهم، ودعا بالمصحف فأنشدهم بالله وبما فيه من القرآن العظيم ما كذبوا؛ ثم أمر الناس فأفطروا وأمرهم بقضاء يوم، وأمر الناس أن يخرجوا من الغد إلى مصلاهم، وذلك أنهم شهدوا بعد الزوال اهـ. أخرجه البخاري في تاريخه عن علي # وكذلك ابن أبي شيبة.

  وذلك يدل على:

  ١ - أنه يعمل بالشهادة في رؤية هلال شوال ورمضان.

  ٢ - وأنه يجوز تحليف الشهود عند التهمة.

  ٣ - وأنه يجوز التغليظ في اليمين عند الحاجة.

  ٤ - وأن الأصل براءة الذمة وذلك حيث لم يأمرهم إلا بقضاء يوم.

  ٥ - أن صلاة العيد تقضى في اليوم الثاني.

  ٦ - وأنه قد فات وقتها بالزوال.

  ٧ - وأن أمير المؤمنين لم يكن صام يوم الشك.

  ٨ - وأنه ينبغي التثبت في الأخبار، ولا سيما فيما يتعلق بأحكام الدين.

[حديث: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً»]

  في أمالي أحمد بن عيسى وأمالي المرشد بالله حديث: «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه» وأخرجه بلفظه أحمد والبخاري ومسلم وأهل السنن الأربعة، وزيادة: «وما تأخر». اهـ من رأب الصدع

  معنى الحديث والله أعلم: أن الذي يصوم رمضان من أجل أنه مصدق بالله وبرسوله ÷ وبدافع السمع والطاعة لله ولرسوله ÷ وتصديقاً بوعد الله وثوابه الذي أعده لأهل طاعته وخوفاً من وعيده الذي أعده لأهل معصيته،