أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[ذكر بعض النوافل المأثورة]

صفحة 123 - الجزء 1

[تبرك ابن عمر بالمواضع التي صلى فيها النبي ÷]

  في البخاري بسنده: «أن ابن عمر كان متحري أماكن من الطريق ويصلي فيها، وأنه رأى النبي ÷ يصلي فيها»، ثم ذكر البخاري تسع روايات عن ابن عمر في تفصيل هذه الأماكن، ثم قال في فتح الباري في شرح هذه الروايات:

  ومحصل ذلك أن ابن عمر كان يتبرك بتلك الأماكن، وتشدده في الاتباع معلوم، ولا يعارض ذلك ما ثبت عن أبيه أنه رأى الناس في سفر يتبادرون إلى مكان فسأل عن ذلك، فقالوا: قد صلى فيه النبي ÷ فقال: من عرضت له الصلاة فليصل وإلا فليمض، فإنما أهلك أهل الكتاب لأنهم تتبعوا آثار أنبيائهم فاتخذوها كنائس وبيعاً، لأنه خشي أن يشكل ذلك على من لا يعرف حقيقة الأمر فيظنه واجباً. اهـ

  وقد روى البخاري أن عتبان سأل النبي ÷ أن يصلي في بيته ليتخذه مصلى، فأجابه النبي ÷ إلى ذلك.

  فهذا الحديث حجة لفعل ابن عمر.

[ذكر بعض النوافل المأثورة]

  - صلاة الليل ثمان ركعات، والوتر ثلاث ركعات، ووقت ذلك ما بين صلاة العشاء إلى الفجر، ودليل ذلك قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}⁣[الإسراء: ٧٩]، وعن عائشة قالت: كان رسول الله ÷ إذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين ثم صلى ثمان ركعات ثم أوتر اهـ.

  عن عائشة أن النبي ÷ كان يصلي بين أذان الفجر وإقامته ركعتين. المؤيد بالله في شرح التجريد والبخاري ومسلم وغيرهما.

  وكان ÷ يصلي بعد صلاة المغرب ركعتين، وكان يقرأ في الأولى من ركعتي الفجر والمغرب بعد الفاتحة: «قل يا أيها الكافرون»، وفي الثانية: «قل هو الله أحد»، صحت بذلك الرواية من الطرفين.