أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[تقديم]

صفحة 13 - الجزء 1

  

[تقديم]

  الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك وترحم على سيدنا محمد وعلى أهل بيته الطاهرين، وبعد:

  فهذه مسائل فقهية في العبادات والمعاملات، أصحبناها بأدلتها من الكتب المعتمدة في الحديث عند الزيدية، وإنما نذكر روايات أهل السنة لاطمئنان القارئ بصحة المذهب، ولإقناع المخالف والمشكك وإسكاته، وما اعتمدنا إلا روايات محدثي الزيدية.

  هذا، وقد يشتهر الحديث شهرة يطمئن الفؤاد معها إلى صحته؛ وحينئذ فإنا نعتمده ولو كان من رواية أهل السنة.

  وقد اخترنا عند اختلاف رواية الفريقين ما رواه أئمة الزيدية:

  ١ - لأن لهم فضيلة القرابة للنبي ÷.

  ٢ - لأنهم لم يخالطوا الظلمة ولم يتولوا لهم الأعمال بخلاف غيرهم.

  ٣ - لما ورد فيهم من الحديث الصحيح المجمع على صحته عن النبي ÷ كحديث الثقلين: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض» و «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» وغير ذلك مما لا يسع إحصاؤه.

  والذي دعانا إلى هذا الصنيع رغبة المرشدين وكبار طلبة العلم من الزيدية في ذلك؛ للحاجة الماسة التي يمرون بها عند الإرشاد أو عند الاحتكاك بأهل المذاهب الأخرى.