أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في قرآن الصلاة

صفحة 74 - الجزء 1

قراءة بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ في قرآن الصلاة

  وعندنا أن () من ألفاظ الفاتحة، وآية من آياتها لا خلاف في ذلك عندنا ولا اختلاف، وإليك ما روي في هذا الباب من صحاح القوم: فعن أنس أن النبي ÷ وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين. متفق عليه، وزاد مسلم: لا يذكرون ، وفي رواية لأحمد والنسائي وابن خزيمة: لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم، وفي أخرى لابن خزيمة: كانوا يسرون اهـ.

  فهذا هو حجة من احتج من أهل السنة بطرح البسملة من الفاتحة في الصلاة أو الإسرار بها.

  ونحن نقول: إن معنى كانوا يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين، أي: يفتتحون الصلاة بالسورة التي اسمها «الحمد لله رب العالمين» وذلك لا يدل على أنهم يطرحون البسملة.

  وقد اتفق الشيخان على هذا اللفظ، وزاد مسلم: لا يذكرون ، وهذه الرواية قد رواها الراوي بالمعنى، وكذلك رواية: لا يجهرون، ورواية: يسرون، فتَصَرَّف الرواةُ في المعنى، فروى كلُّ راوٍ ما فهمه من المعنى، والواقع أنهم أخطأوا في الرواية بالمعنى، والصحيح من الرواية هي الرواية الأولى التي اتفق على إخراجها الشيخان، وهي كما ذكرنا لا تدل على ما ادعوا.

  وبعد، فيترجح ما ذهبنا إليه بمرجحات:

  ١ - موافقة القرآن؛ فقد قال تعالى في أول ما أنزله من القرآن: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١}⁣[العلق]، فوجب أن تكون القراءة باسم الله.

  ٢ - بما رواه الدارقطني عن أبي هريرة عن النبي ÷: «إذا قرأتم الفاتحة فاقرؤوا ؛ فإنها إحدى آياتها»، وكان أبو هريرة يقرؤها في الصلاة رواه النسائي وأبو خزيمة.