أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

في الدعاء بعد الفراغ من الوضوء

صفحة 34 - الجزء 1

[الدعاء حال الوضوء]

  ويندب الدعاء حال الوضوء، فقد روى الهادي # وأحمد بن عيسى دعاء الوضوء عن علي #، ولا يلتفت إلى من قال بكراهة الدعاء حال الوضوء، أو قال إنه بدعة، وذلك لأن ذكر الله تعالى مندوب إليه في كل حال وكل وقت: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٩١]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ٤١ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ٤٢}⁣[الأحزاب] وقال سبحانه: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}⁣[غافر: ٦٠] وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ..}⁣[الأعراف: ٥٥] فهذه الآيات عامة لجميع الأحوال والأوقات،

  فإن قيل: لم يرو عن النبي ÷ أنه كان يدعو حال الوضوء وخير الهدي هدي محمد ÷ وشر الأمور محدثاتها.

  قلنا: قد أرشد الله تعالى عباده المؤمنين في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله ÷ ودعاهم إلى كثرة ذكره: {قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ}⁣[آل عمران: ١٩١] ولم يستثنِ حالاً من حال، بل عم جميع الأحوال والأزمان إلا في حالات مخصوصة هي:

  أن يكون المسلم في حال التغوط أو التبول، أو في مكان قذر كأماكن الغائط والبول واستُثني ذلك تعظيماً لله تعالى من أن يذكر اسمه في مثل ذلك، وقد حرم النبي ÷ على الجنب والحائض والنفساء قراءة القرآن، ولم يحرم عليهم سواه من الذكر والدعاء.

في الدعاء بعد الفراغ من الوضوء

  في الجامع الكافي وغيره من كتب الزيدية عن علي #: «من توضأ وقال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين واغفر لي إنك على كل شيء قدير، إلا كتب في رق ثم ختم عليها ثم وضع تحت العرش حتى تدفع إليه بخاتمها يوم القيامة»، وهو في الشفاء ومستدرك الحاكم من حديث أبي سعيد الخدري.