نعم، قوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا}⁣[المائدة: ٦] يدل على أنه يجب على من أراد الصلاة أن يطلب الماء أولاً ويبحث عنه، ولا يتيمم إلا إذا لم يجده.

  ولا شك أن من تيمم وصلى ثم وجد الماء بعد ذلك والوقت باق أنه يجب عليه أن يتوضأ ويصلي؛ وذلك لأنه واجد للماء في وقت تلك الصلاة، وجواز ذلك وصحته مشروط بعدم وجدان الماء، هذا هو ما يوحيه ظاهر القرآن كما ترى، وهذا مما يدل على صحة ما رواه أئمة الزيدية وابن أبي شيبة عن علي # أنه قال في الجنب لا يجد الماء: «يتلوم ما بينه وبين آخر الوقت، فإن وجد الماء وإلا تيمم وصلى».

فائدة [كيف يعمل مَنْ عَدِمَ الماء والتراب]

  إذا عدم من أراد الصلاة الماء والتراب فالواجب عليه أن يصلي آخر الوقت على حالته، والدليل على ذلك قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}⁣[التغابن: ١٦]، «إذا أمرتم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» فهذا لم يستطع الوضوء ولا التيمم، ويستطيع الصلاة فتجب عليه الصلاة؛ لأنه يستطيعها، ويسقط عنه فرض الوضوء والتيمم.

  ومثل ذلك إذا استطاع الجنب غسل بعض بدنه، ولم يستطع أن يغسل البعض الآخر لعلة في بدنه فإنه يغسل ما استطاع، ويسقط عنه الآخر ويصلي.

  وهكذا الصلاة إذا لم يستطع القيام والركوع سقط عنه فريضة القيام والركوع، ووجب عليه ما سوى ذلك، ويومئ للركوع من قعود.

باب الحيض

  الحيض في غالب العادة يكون سبعة أيام تقريباً، والطهر ثلاثة أسابيع، وقد ينقص الحيض إلى الثلاث ويرتفع إلى العشر، وكذلك الطهر قد يزيد إلى غير حد محدود وقد ينقص إلى العشر.