باب المساجد
كتاب الصلاة
باب المساجد
  في المجموع بسنده عن علي # قال: (أمر رسول الله ÷ ببناء المساجد وأن تطيب وتطهر وتنظف، وأن تجعل على أبوابها المطاهر)، قال: (وقال رسول الله ÷: «من بنى مسجداً بنى الله له بيتاً في الجنة» اهـ.
  وعن عائشة قالت: أمر رسول الله ÷ ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيب. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
  يؤخذ من ذلك:
  ١ - وجوبُ بناء المساجد، وإنما يجب ذلك في القرى والمستوطنات؛ والوجوب متوجه إلى أهل القرى والمستوطنات، وهو وجوب كفائي.
  ٢ - وجوب تطييبها، وليس ذلك على الإطلاق؛ بل إذا حدث فيها روائح منفرة وكريهة.
  ٣ - وجوب تطهيرها، وليس ذلك على الإطلاق؛ بل إذا حدث فيها نجاسة.
  ٤ - وجوب تنظيفها بالكنس ونحوه، وبالغسل إذا دعت الحال إلى ذلك؛ وإنما قلنا ما قلنا لأن الله تعالى أمر بأن ترفع المساجد وتعظم، وما ذكرناه هو من هذا الباب، قال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ}[النور: ٣٦].
  ٥ - كما يؤخذ أنه لا يجوز إدخال القذر إلى المساجد، ولا ما فيه رائحة كريهة، ولا إلقاء النخامة، والبصاق فيها وفي جدرانها.
  ٦ - وأنه يجب أن يبنى عندها أماكن للوضوء والغسل، هذا ما يقضي به ظاهر الرواية، ويمكن أن يوجه الأمر بذلك إلى الولاة؛ لأنهم الموكلون بالقيام على المصالح العامة، فيجب عليهم بناء مساجد للمصلين إذا دعت إليها الحاجة، وتوظيف من يقوم عليها، وإذا رأى الوالي إلزام أهل قرية ببناء مسجد، وجب عليهم بناؤه.