أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

التسليم

صفحة 92 - الجزء 1

  المختلفة أجمعت على ذكر الشهادتين، وما سوى ذلك من الثناء على الله تعالى فهو إما واجب على التخيير أو من مسنونات الصلاة.

  وحديث فضالة بن عبيد يشهد للقول بالوجوب.

  كما يؤخذ من هذين الحديثين: أن الصلاة على رسول الله ÷ واجبة في التشهد؛ للأمر بها في حديث فضالة بن عبيد، وفي حديث أبي مسعود الأنصاري، والزيدية لا يختلفون في وجوب الشهادتين والصلاة على النبي ÷.

  كما يؤخذ من الحديث الأخير: وجوب صفة الصلاة على النبي ÷ الواردة في الحديث؛ لأنه ÷ قال: قولوا: اللهم صل ... إلخ، فتجب هذه الصيغة عيناً.

  ويشهد لما ذكرنا من وجوب نص الصلاة المذكور ما روي عن بعض رواة التشهد: كان رسول الله ÷ يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، والتشبيه بالقرآن يدل على ما ذكرنا من أن المطلوب عين الصيغة الواردة عن النبي ÷ ونصها.

التسليم

  التسليم آخر فرائض الصلاة وهو: السلام عليكم ورحمة الله، بحرف الوجه على اليمين، ثم يحرف وجهه إلى اليسار، ويقول: السلام عليكم ورحمة الله.

  ولا ينبغي أن يقع في ذلك خلاف؛ لعمل المسلمين كذلك خلفاً عن سلف إلى اليوم، وحرف الخطاب يستدعي أن يكون هناك من يتوجه إليه الخطاب، فإن كان المصلي منفرداً فالمخاطب الملكين: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ١٧}⁣[ق]، وإن كان المصلي في جماعة فالمخاطب جماعة المصلين الذين عن يمين المصلي وعن شماله بالإضافة إلى الملكين.

  وإنما قلنا ذلك لأن توجيه الخطاب إلى غير مخاطب شأن المجانين، ولا ينبغي أن يقع في تشريع العليم الحكيم سبحانه وتعالى.