أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الترغيب في عيادة المريض

صفحة 150 - الجزء 1

الترغيب في عيادة المريض

  في المجموع: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $ قال: قال رسول الله ÷: «من عاد مريضاً كان له مثل أجره، وكان في خرفة الجنة حتى يرجع».

  وفي مسلم: «من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع».

  وفي رواية: فقيل: يا رسول الله، وما خرفة الجنة؟ قال: «جناها».

  يؤخذ من ذلك:

  ١ - أنه يكتب للمريض على مرضه أجر وثواب.

  ٢ - أن عائد المريض يكتب له مثل أجر المريض.

  ٣ - أن عيادة المريض سبب لدخول الجنة.

  وكل ذلك لا يكتب لصاحبه إلا مع التقوى، فالمريض لا يكتب له الأجر والثواب إلا بمجموع الأمرين: المرض والتقوى، وكذلك عائد المريض؛ وذلك لما قدمنا.

[في عيادة المريض وشهود الجنازة وزيارة القبور]

  وفي المجموع بالسند المتقدم، قال: قال رسول الله ÷: «عودوا مرضاكم، واشهدوا جنائزكم، وزوروا قبور موتاكم فإن ذلك يذكركم الآخرة».

  وأخرج أحمد وغيره كثير: «عودوا المريض واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة».

  وفي مسلم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» زاد الترمذي: «فإنها تذكر الآخرة».

  يؤخذ من ذلك:

  ١ - استحباب زيارة المريض، وقد تجب زيارته وذلك إذا خيف عليه الضياع والهلكة إذا لم يُزَر، غير أن الوجوب يكون على الكفاية.

  ٢ - حضور الجنازة والمراد تشييعها حتى تدفن، وهذا أيضاً مستحب، وقد يجب إذا لم يوجد من يشيعها ويدفنها.