أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الأذان بحي على خير العمل

صفحة 65 - الجزء 1

  والإقامة والجماعة من هذا الحديث؛ وذلك أن ما كان كذلك فإنه يحتمل الوجوب أو الإرشاد.

  وفي حديث الأمالي: أنه ينبغي أن يكون المؤذن أفصح القوم، والمراد أنه يكون ذا صوت رفيع مع البيان، وأنه ينبغي أن يؤم القوم في الصلاة أفقهُهم في دين الله.

  هذا، ومما لا خلاف فيه أن الأذان شعيرة من شعائر الإسلام لا يجوز تركها، وكذلك الإقامة وصلاة الجماعة، كل ذلك من شعائر الإسلام، فإذا أذن المؤذن وأقام وأقيمت الجماعة في أهل محلة سقط الوجوب عن بقية أهل المحلة وإن لم يحضروا تلك الصلاة، وأجزاهم أن يصلوا فرادى بلا أذان ولا إقامة؛ لأن هذه الشعائر من فروض الكفايات التي إذا قام بها البعض سقط وجوبها عن الباقين.

الأذان بحي على خير العمل

  في الجامع الكافي: قال الحسن بن يحيى أجمع آل رسول الله ÷ على أن يقولوا في الأذان والإقامة: «حي على خير العمل»، وأن ذلك عندهم السنة، وقد سمعنا في الحديث أن الله سبحانه بعث ملكاً من السماء إلى الأرض بالأذان وفيه: «حي على خير العمل»، ولم يزل النبي ÷ يؤذن بحي على خير العمل حتى قبضه الله إليه، وكان يُؤذَّنُ بها في زمان أبي بكر فلما ولي عمر قال: دَعُوا حي على خير العمل لا يشتغل الناس عن الجهاد، وكان أول من تركها. اهـ من الاعتصام.

  والذي عليه أئمة الزيدية أن الله علَّم الأذان رسوله ÷ ليلة أُسرِيَ به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أمر الله ملكاً من ملائكته فعلمه الأذان واستنكروا غاية الاستنكار أن يكون الأذان برؤيا رجل من الأنصار في المنام، وردوا رواية من روى ذلك.

  وأهل السنة على اختلافهم متفقون على طرح حي على خير العمل من الأذان والإقامة، وأثبتوا في أذان الصبح: الصلاة خير من النوم، وقال الهادي #: