[معنى الوضوء مما غيرته النار]
  وقد اختلف في خروج الدم السائل والقيء الذارع والنوم، فروى محدثو الزيدية عن النبي ÷ حديث: (يعاد الوضوء من سبع: من دم سائل أو قيء ذارع أو من دسعة تملأ الفم أو من نوم مضطجع ...) الخ. الجامع الكافي وشرح التجريد.
  وروى الهادي بسنده إلى علي # قال: من رعف وهو في صلاته فلينصرف فليتوضأ وليستأنف الصلاة. اهـ من الاعتصام
  وروى أبو داوود والترمذي عن أبي الدرداء أن رسول الله ÷ قاء وكان صائماً فتوضأ، وروى أبو داوود عن علي قال: قال رسول الله ÷: «العينان وكاء السَّهِ فمن نام فليتوضأ» واختلف أيضاً في مس الفرجين، ومس المرأة، والزيدية لا يرون ذلك من نواقض الوضوء، والمراد بالملامسة في قوله تعالى: {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ ...}[النساء: ٤٣] هو الجماع.
  وقد روى أئمة الزيدية كما في الجامع الكافي وشرح التجريد وكذا أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي «أن النبي ÷ كان يقبل بعض نسائه ثم يصلي ولا يتوضأ»، وفي مسلم عن عائشة أنها كانت تضع يدها على قدم النبي ÷ وهو ساجد.
  وقد قيل: إنه يعاد الوضوء من أكل ما مسته النار، ومن أكل لحم الإبل، وعلماء الزيدية لا يرون ذلك لما صح لهم عن النبي ÷ كما في المجموع: أن النبي ÷ أكل كتف جزور مشوية وصلى ولم يعد الوضوء.
[معنى الوضوء مما غيرته النار]
  في أنوار التمام: وأخرج الترمذي عن عبدالله بن عكراش، عن أبيه قال: بعثني بنو مرة بن عبيد بصدقاتهم ... الحديث، وفي آخره: ثم أُتِيْنَا بماء فغسل رسول الله ÷ كفيه، ومسح ببل كفيه وجهه وذراعيه ورأسه وقال: «يا عكراش هكذا الوضوء مما غيرت النار».