أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

في صلاة المريض

صفحة 95 - الجزء 1

  قوله: «وإن كان لا يستطيع أن يقرأ القرآن فاقرؤوا عنده وأسمعوه» وذلك لعله يتذكر ويقرأ في نفسه، وعلى هذا فينبغي أن يُؤَذَّن عند المريض، ويُقَام للصلاة، وييمم ويقرأ عنده، وهذا إذا حصل الظن بأن له شيئاً من الإدراك، وإذا كان في غيبوبة فلا داعي لذلك، وهذا مما لا ينبغي التفريط فيه، فالمريض في غاية الحاجة إلى المعاونة على طاعة الله، وهو على وشك لقاء الله تعالى.

في صلاة المريض

  في المجموع بسنده عن علي # قال: دخل رسول الله ÷ على مريض يعوده، فإذا هو جالس معه عود يسجد عليه، قال: فنزعه رسول الله ÷ من يده وقال: «لا تَعُدْ، ولكن تومي إيماءً، ويكون سجودك أخفضَ من ركوعك».

  روى البزار وأبو يعلى نحوه عن جابر بن عبدالله، إلا أنه قال: فرآه يصلي ويسجد على وسادة. ورجال البزار رجال الصحيح وفيه: «فرآه يصلي على وسادة فرمى بها فأخذ عوداً يصلي عليه، فرمى به ..» وروى الطبراني نحوه عن ابن عمر ورجاله موثقون.

  يؤخذ من الحديث:

  ١ - كرم أخلاق النبي ÷ حيث عاد - وهو في أعلى مناصب البشر - أحدَ أفرادِ رعيته.

  ٢ - لا يجوز السجود على شيء يحمله المصلي.

  ٣ - ولا على وسادة ونحوها، وعلى هذا فلا يجوز السجود على ظهر آدمي، كأن يشتد الزحام على الكعبة.

  ٤ - وأن السجود لا يجوز إلا على الأرض، فإذا تعذر أومأ إيماءً ... إلخ.

  ٥ - وأن الصحابة كانوا يجتهدون في بعض الأحكام الشرعية كما في هذا الحديث، وكما في حديث الذي صلى وحده خلف الصف، وحديث علي # أنه كان يغتسل من المذي حتى تشقق ظهره، وكالذي كبر وركع خلف الصف، ثم مشى إلى الصف، وكحديث صاحب الشجة حين أمره رفقاؤه بوجوب الغسل،