أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[تشهد ابن مسعود]

صفحة 90 - الجزء 1

[تشهد ابن مسعود]

  وقد صح تشهد ابن مسعود وهو: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ... الخ.

  وكلا التشهدين صحيح، وقد أجازَ الإمامُ الهادي الجمع بين التشهدين كما في المنتخب، إلا أنا معاشر الزيدية اخترنا تشهد علي #؛ لأنه باب مدينة العلم والحق معه؛ صحت بذلك الرواية عن النبي ÷، ولإجماع أهل البيت $ على العمل به.

في التشهد أيضاً

  في الروض النضير بعد ذكره لصور من التشهد: قال أبو الفتح اليعمري: وكلها حسن عند أهل العلم، وممن نقل الإجماع على الجواز في الكل القاضي أبو الطيب الطبري، وإنما اختلفوا في الأفضل والتسوية، فقد كان أبو عمر بن عبدالبر يقول: الاختلافُ في التشهد، وفي الأذان، والإقامة، وعدد التكبير على الجنائز، وما يقرأ، وما يدعى به فيها، وعدد التكبير في العيدين، ورفع الأيدي في ركوع الصلاة، وفي السلام من الصلوات واحدة أو اثنتين، وفي وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة، وسدل اليدين، وفي القنوت وتركه، وما كان مثل هذا كله - اختلافٌ مباح، كالوضوء واحدة واثنتين وثلاثاً، إلا أن فقهاء الحجاز والعراق الذين تدور عليهم وعلى أتباعهم الفتوى - يتشددون في الزيادة على أربع تكبيرات على الجنائز ويأبون من ذلك، وهذا لا وجه له؛ لأن السلف كبروا سبعاً وثمانياً وستاً وخمساً وأربعاً وثلاثاً ...

  وكل ما وصفت لك فقد نقله الكافة من الخلف عن السلف، ونقله التابعون عن السابقين نقلاً لا يدخله غلط ولا نسيان؛ لأنها أشياء ظاهرة معمول بها في بلدان الإسلام زمناً بعد زمن، يعرف ذلك علماؤهم وعوامهم من عهد نبيهم ÷ إلى