صلاة الاستسقاء
  وعن ابن عباس قال: خرج النبي ÷ متواضعاً، متبذلاً(١)، متخشعاً، مترسلاً، متضرعاً؛ فصلى ركعتين كما يصلي في العيد، لم يخطب خطبتكم هذه. اهـ رواه الخمسة، وصححه الترمذي وأبو عوانة وابن حبان اهـ من بلوغ المرام.
  وفي الصحيح أن النبي ÷ جهر فيهما بالقراءة.
  وفي المتفق عليه أن النبي ÷ دعا حين شكوا إليه القحط.
  وفي البخاري: أن عمر توسل إلى الله تعالى في الاستسقاء بالعباس.
  وللدارقطني أن النبي ÷ حوَّل رداءه ليتحول القحط اهـ من بلوغ المرام بالمعنى.
  يؤخذ مما تقدم:
  ١ - أنه يشرع في الاستسقاء التوسل إلى الله بالصلاة في جماعة.
  ٢ - وأن تكون ركعتين يجهر فيهما بالقراءة.
  ٣ - التوسل إلى الله بإخراج الصبيان وحملة القرآن، ثم بالصالحين من آل النبي ÷.
  ٤ - الإكثار من الاستغفار جهراً.
  ٥ - يخطب بعد الصلاة، ويقْلِب رداءه تفاؤلاً بتحول الشر وإقبال الخير.
  ٦ - وأنه ينبغي أن يكون المؤمن حسن الظن بالله تعالى.
  ٧ - وأن يخرج الناس إلى الجبان متواضعين لابسين الثياب البالية ولا يتزينون، متأنين في المشي، مظهرين الذلة في حركاتهم ومشيتهم ودعائهم.
  وقوله في الحديث: «لم يخطب خطبتكم هذه»؛ يراد به أنه لم يخطب مثل خطبتهم هذه التي يسمعونها من أمرائهم، بل كان يخطب خطبة أخرى.
  نعم، قد يقال: إنه يكبر في الأولى سبعاً، وفي الثانية خمساً؛ وذلك للتشبيه بصلاة العيد في الحديث، ويمكن أن يقال: فائدة التشبيه أنها تصلى ركعتين في
(١) المتبذل: التارك للزينة والهيئة الحسنة، والمترسل: الذي لا يتعجل.