أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

صلاة الاستسقاء

صفحة 146 - الجزء 1

  وعن ابن عباس قال: خرج النبي ÷ متواضعاً، متبذلاً⁣(⁣١)، متخشعاً، مترسلاً، متضرعاً؛ فصلى ركعتين كما يصلي في العيد، لم يخطب خطبتكم هذه. اهـ رواه الخمسة، وصححه الترمذي وأبو عوانة وابن حبان اهـ من بلوغ المرام.

  وفي الصحيح أن النبي ÷ جهر فيهما بالقراءة.

  وفي المتفق عليه أن النبي ÷ دعا حين شكوا إليه القحط.

  وفي البخاري: أن عمر توسل إلى الله تعالى في الاستسقاء بالعباس.

  وللدارقطني أن النبي ÷ حوَّل رداءه ليتحول القحط اهـ من بلوغ المرام بالمعنى.

  يؤخذ مما تقدم:

  ١ - أنه يشرع في الاستسقاء التوسل إلى الله بالصلاة في جماعة.

  ٢ - وأن تكون ركعتين يجهر فيهما بالقراءة.

  ٣ - التوسل إلى الله بإخراج الصبيان وحملة القرآن، ثم بالصالحين من آل النبي ÷.

  ٤ - الإكثار من الاستغفار جهراً.

  ٥ - يخطب بعد الصلاة، ويقْلِب رداءه تفاؤلاً بتحول الشر وإقبال الخير.

  ٦ - وأنه ينبغي أن يكون المؤمن حسن الظن بالله تعالى.

  ٧ - وأن يخرج الناس إلى الجبان متواضعين لابسين الثياب البالية ولا يتزينون، متأنين في المشي، مظهرين الذلة في حركاتهم ومشيتهم ودعائهم.

  وقوله في الحديث: «لم يخطب خطبتكم هذه»؛ يراد به أنه لم يخطب مثل خطبتهم هذه التي يسمعونها من أمرائهم، بل كان يخطب خطبة أخرى.

  نعم، قد يقال: إنه يكبر في الأولى سبعاً، وفي الثانية خمساً؛ وذلك للتشبيه بصلاة العيد في الحديث، ويمكن أن يقال: فائدة التشبيه أنها تصلى ركعتين في


(١) المتبذل: التارك للزينة والهيئة الحسنة، والمترسل: الذي لا يتعجل.