عيادة المريض
عيادة المريض
  في المجموع: حدثني زيد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي $، قال: قال رسول الله ÷: «من مرض ليلة واحدة كفرت عنه ذنوب سنة، فإذا عوفي المريض تحاتت خطاياه كما تحات ورق الشجر اليابس في اليوم العاصف».
  وأخرج مسلم وغيره: «والذي نفسي بيده ما على الأرض مسلم يصيبه أذى فما سواه إلا حط الله عنه به خطيئاته كما تحط الشجرة ورقها» وفي معنى ذلك أحاديث كثيرة تضمنتها كتب الحديث.
  يؤخذ من ذلك:
  ١ - أن المرض سبب لتكفير الذنوب.
  ٢ - مرض ليلة يكفر ذنوب سنة.
  ٣ - أنه عند أن يتعافى المريض من المرض تتحات ذنوبه كما تتحات ورق الشجر.
  وقد قيل: إن المرض نفسه لا يكفر الذنب، ولكنه سبب وباعث على التوبة والرجوع إلى الله، أو أن التكفير يحصل بالصبر على المرض.
  قلت: ولا مانع من أن يكون المرض نفسه مكفراً للذنوب، فصغائر الذنوب تكفر بعمل كفعل الحسنات وبغير عمل كترك الكبائر، فتكفير المرض للذنوب هو كترك الكبائر.
  ويمكن أن يقال: إن سبب تكفير الذنب هو مجموع أمرين هما: الإيمان، والمرض؛ يرشد إلى ذلك حديث المرشد بالله: «ما من مسلم يصيبه نصب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كتب الله له حسنة ومحيت عنه سيئة»، وكذلك حديث مسلم المتقدم.
  وإذا كان الأمر كذلك فتكفير الذنوب وقع بمجموع شيئين، أحدهما: عمل وهو الإسلام، والثاني: المرض، وحينئذ يستقيم ترتيب تكفير الذنوب وكتب الحسنات على مرض المسلم.