أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الاعتكاف

صفحة 179 - الجزء 1

  ولكن يقال: ما هو حد المجاعة الذي يرخص عندها في الإفطار؟

  قلنا: أن لا يجد المكلف طعام الإفطار والسحور بالمرة، وهذا واضح وهذا أعلى درجات المجاعة، أو لا يجد إلا ما يسد الرمق، وهذه حالة دون الأولى.

الاعتكاف

  لا خلاف عند الطرفين أن النبي ÷ اعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان، وقد قدمنا الحديث في ذلك.

  وقال سبحانه وتعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}⁣[البقرة: ١٨٧]، ولا خلاف أن المعتكف لا يخرج من المسجد إلا لحاجة لا بد منها، وقد روي عند الطرفين أنه لا اعتكاف إلا بصوم.

  وقد روي عن ابن عباس مرفوعاً وموقوفاً: «ليس على المعتكف صيام إلا أن يجعله على نفسه» رواه الدارقطني والحاكم. والراجح وقفه، اهـ من بلوغ المرام.

  إلا أن الصحيح أنه لا اعتكاف إلا بصوم لوجوه:

  ١ - إجماع الطرفين على رواية: «لا اعتكاف إلا بصوم».

  ٢ - أن النبي ÷ لم يعتكف إلا صائماً.

  ٣ - أن الله تعالى ذكر الاعتكاف بين آيات الصيام.

  ٤ - لأنه مذهب أهل البيت $.

  ٥ - ولأنه مروي عن علي # كما في المجموع، وقوله أرجح من قول غيره لأنه باب مدينة العلم والحق معه.

ليلة القدر

  ليلة القدر هي إحدى ليالي شهر رمضان الكريم بدليل قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١} وقوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}⁣[البقرة: ١٨٥].

  وقد توافقت الروايات على أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان وبالتحديد في الأفراد بعد العشرين.