أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الصيام المستحب

صفحة 181 - الجزء 1

  شهرك، ورمضان شهر الله».

  قلت: شعبان هو شهر النبي ÷؛ لأنه كان يكثر صيامه، ورمضان شهر الله؛ لأن الله تعالى أمر بصيامه، ولا شك في صحة هذه التسمية للعلة التي ذكرنا، أما رجب فإن أمير المؤمنين # كان يكثر صيامه.

  ويدل على ذلك: أن كثيراً من أولاد علي # كان يصوم الثلاثة الأشهر منهم أحمد بن عيسى وما كانوا يتعمدون صيام تلك الثلاثة إلا للتأسي بأمير المؤمنين #.

  ومما يدل على استحباب صيام رجب ما روي: «إن أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم» ورجب من الأشهر الحرم.

  وقد روي عند الفريقين صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، وليست في الصحة مثل ما تقدم.

  هذه هي الأيام التي يستحب صيامها، والصيام في الجملة مستحب، وقد أرشد النبي ÷ بعض الصحابة إلى صوم داود # وذلك أن يصوم يوماً ويفطر يوماً.

  إلا أن النبي ÷ نهى عن صيام الدهر فقال ÷ حين سئل عن صوم الدهر: «لا صام ولا أفطر».

  وكان ÷ يصوم ويفطر، وخير الهدي هدي محمد ÷، فقوله ÷: «لا صام ولا أفطر» محتمل أن يراد به:

  ١ - الدعاء على صائم الدهر، وإذا كان كذلك فصيام الدهر محرم؛ لأن النبي ÷ لا يدعو على أحد إلا على مرتكب ذنب؛ لما عرف من عظيم خلقه ÷ وعصمته.

  ٢ - الإخبار عنه بأنه ما صام الصوم الذي يستحق عليه الثواب ولا أفطر كي يسلم من عناء الصيام ومقاساة متاعبه، وهذا مثل ما روي في الْمُنْبَتّ: «لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى»، وما كان كذلك فلا يجوز الدخول فيه.