أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[التسبيح في الركعتين الأخيرتين]

صفحة 73 - الجزء 1

  المشهور حتى إن أهل المدينة احتجوا به على مثل معاوية على ترك الجهر بالتسمية، وهو مروي عن أبي هريرة وأنس إلا أن أنساً اضطربت رواياته فيه بسبب أن علياً # كان يبالغ في الجهر، وحاول معاوية وبنو أمية محو آثاره فبالغوا في الترك فخاف أنس. اهـ من الاعتصام

  قلت: وحديث أنس الذي يستدلون به على ترك البسملة في الصلاة هو: «كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين»، «كانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم» وتارة يقول: «كانوا يسرون » وتارة: «لا يذكرون ...»، «لا يقرؤون» وهذا هو الاضطراب الذي عناه التفتازاني ويجب طرح ما كان كذلك ولا يجوز العمل به.

  نعم، يؤيد مذهب أهل البيت $ أمور:

  ١ - أنهم أولى بالحق لمثل حديث: «إني تارك فيكم ....».

  ٢ - أن الفاظ البسملة من ألفاظ القرآن: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ٣٠ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ٣١}⁣[النمل].

  ٣ - أنها ثابتة خطاً في المصاحف منذ اليوم الأول لكتابة القرآن وإلى اليوم.

  ٤ - قال تعالى في أول آية نزلت من القرآن: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١}⁣[العلق] وحاشا رسول الله ÷ أن يخالف أمر ربه تعالى، فلا ينبغي تصديق الروايات التي جاءت بنفي البسملة في قراءة النبي ÷.

  ٥ - استنكار أهل المدينة على معاوية حين ترك البسملة.

  ٦ - جاء روايات عن النبي ÷ تقول: «كل أمر ذي بال لا يبدأُ فيه ببسم الله فهو أبتر أو ما في معناه».