أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

الترغيب في عيادة المريض

صفحة 151 - الجزء 1

  ٣ - زيارة قبور الموتى وهذا أيضاً مستحب.

  ٤ - قوله: «عودوا مرضاكم» الإضافة في مرضاكم تشعر بأن المراد المرضى الذين لكم بهم علاقة وارتباط كالأقارب والجيران والأصدقاء ونحوهم ممن بينه وبين المريض خصوصية زائدة على أخوة الإسلام، وقد يكون الضمير للمؤمنين عامة، ويدخل فيه من ذكرنا دخولاً أولياً.

  ٥ - والضمير في «جنائزكم» يراد به أيضاً الأقارب والجيران وأهل المحلة والحارة والأصدقاء والأصحاب؛ وذلك لأن من ذكرنا تتأكد عليهم الحقوق زيادة تأكيد بالنسبة إلى غيرهم من المؤمنين، وقد يكون الضمير عاماً للمؤمنين ويدخل من ذكرنا دخولاً أولياً؛ وإنما دخلوا دخولاً أولياً لأن الحقوق عليهم أكثر فالقريب عليه حق القرابة وحق الإسلام، والجار حق الجوار وحق الإسلام، والصديق حق الصداقة وحق الإسلام، وهكذا غيرهم ممن ذكرنا.

  ٦ - الضمير في «موتاكم» كما ذكرنا يراد به موتى الأقارب والجيران وأهل المحلة والأصدقاء والأصحاب ونحوهم، وذلك لما عليهم من زيادة الحق وتأكيده.

  ٧ - يجمع الثلاث الخصال المذكورة في الحديث فائدة عظيمة وهي: أن في كل واحد منها عظة وعبرة بحال الدنيا وزوالها وتذكر بالآخرة.

  ٨ - قد ذكرنا أن كل واحد من الثلاث التي هي: عيادة المريض، وشهود الجنازة، وزيارة القبور مستحب؛ لأنه القول السائد بين العلماء كما قال في الروض.

  ولا يبعد أن يكون الأمر للوجوب بل هو الظاهر من الصيغة، يؤيد ذلك: ما صح من الحديث: «حقوق المسلم على المسلم ستة ... - وذكر منها ـ: عيادته إذا مرض، وشهود جنازته إذا مات».

  وفي حديث المرشد بالله ما معناه: إنه لا بد من تأديتها أو العفو من صاحبها. وتسميتها حقوقاً يقتضي لزوم تأديتها أو العفو منها.