أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[أدعية للشفاء من المرض]

صفحة 152 - الجزء 1

  ٩ - قد قالوا: إن الأمر بالشيء بعد النهي عنه قرينة صارفة عن الوجوب كما في قوله: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» هكذا قال كثير من أهل الأصول؛ وعلى هذا فلا تكون الزيارة واجبة.

[أدعية للشفاء من المرض]

  وفي المجموع بسنده عن علي # قال: (مرضت فعادني رسول الله ÷ فقال: «قل: اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك، وصبراً على بليتك، وخروجاً إلى رحمتك» فقلتها، فقمت كأنما نشطت من عقال).

  وروي في المجموع أيضاً عن علي # قال: (دخل رسول الله ÷ على رجل من الأنصار مريض يعوده فقال: يا رسول الله ادع لي؛ فقال رسول الله ÷: «قل: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، وأسأل الله الكبير الكريم» فقالها ثلاث مرات، فقام كأنما أنشط من عقال). اهـ

  وأخرج ابن حبان في صحيحه بسنده إلى ابن عباس قال: (كان رسول الله ÷ إذا عاد مريضاً جلس عند رأسه ثم قال سبع مرات: «أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك» فإن كان في أجله تأخر عوفي من وجعه ذلك. اهـ

  يؤخذ من ذلك:

  ١ - استحباب زيارة المريض وذلك من فعل النبي ÷.

  ٢ - استحباب دعاء المريض بالعافية، وذلك يدل على أن الدعاء بالعافية أفضل من التفويض.

  ٣ - استحباب الدعاء بالصبر على البلاء.

  ٤ - وكذلك الدعاء بالخروج من المرض إلى الرحمة، وذلك أن المريض الصابر المحتسب يخرج من مرضه مغفوراً له، فهو يخرج إلى مغفرة الله ورحمته.

  ٥ - كما يؤخذ أن لتلك الدعوات سراً في الشفاء من المرض، وهي في الحديث الأول بدون تكرير، وفي الثاني تقال ثلاث مرات، والمفعول فيها محذوف