[أدعية للشفاء من المرض]
  ٩ - قد قالوا: إن الأمر بالشيء بعد النهي عنه قرينة صارفة عن الوجوب كما في قوله: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» هكذا قال كثير من أهل الأصول؛ وعلى هذا فلا تكون الزيارة واجبة.
[أدعية للشفاء من المرض]
  وفي المجموع بسنده عن علي # قال: (مرضت فعادني رسول الله ÷ فقال: «قل: اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك، وصبراً على بليتك، وخروجاً إلى رحمتك» فقلتها، فقمت كأنما نشطت من عقال).
  وروي في المجموع أيضاً عن علي # قال: (دخل رسول الله ÷ على رجل من الأنصار مريض يعوده فقال: يا رسول الله ادع لي؛ فقال رسول الله ÷: «قل: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم، وأسأل الله الكبير الكريم» فقالها ثلاث مرات، فقام كأنما أنشط من عقال). اهـ
  وأخرج ابن حبان في صحيحه بسنده إلى ابن عباس قال: (كان رسول الله ÷ إذا عاد مريضاً جلس عند رأسه ثم قال سبع مرات: «أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك» فإن كان في أجله تأخر عوفي من وجعه ذلك. اهـ
  يؤخذ من ذلك:
  ١ - استحباب زيارة المريض وذلك من فعل النبي ÷.
  ٢ - استحباب دعاء المريض بالعافية، وذلك يدل على أن الدعاء بالعافية أفضل من التفويض.
  ٣ - استحباب الدعاء بالصبر على البلاء.
  ٤ - وكذلك الدعاء بالخروج من المرض إلى الرحمة، وذلك أن المريض الصابر المحتسب يخرج من مرضه مغفوراً له، فهو يخرج إلى مغفرة الله ورحمته.
  ٥ - كما يؤخذ أن لتلك الدعوات سراً في الشفاء من المرض، وهي في الحديث الأول بدون تكرير، وفي الثاني تقال ثلاث مرات، والمفعول فيها محذوف