أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الإمامة]

صفحة 325 - الجزء 1

  طاعة الإمام الجائر المرتكب للفواحش، وجعلوه خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله ÷، ولا يخفى على من له أدنى بصيرة أن الإمام الفاجر الظالم المرتكب للفواحش خليفة للشيطان، وليس خليفة للرحمن وكتابه ورسوله، وإنما خليفة الرحمن وخليفة كتابه وخليفة رسوله ÷ من يقيم أحكام الله تعالى حق القيام في نفسه وأهله خاصة وفي المسلمين عامة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ٢ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ ٣}⁣[الصف].

  فالخليفة الذي يقيم أحكام الله بين الناس دون نفسه وأهله ممقوت عند الله غير مرضية خلافته، {فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ٩٦}⁣[التوبة]، وخليفة الكتاب هو أيضاً من يقيم أحكام الكتاب ... الخ وخليفة الرسول ÷ هو الذي يقوم مقام الرسول ÷ في ما كان يعمله ÷.

  نعم، بغض النظر عما جاء من الأدلة في الخلافة فإن أعراف البشر عامة تقضي بالخلافة لأهل بيت النبي ÷ وهذا بالإضافة إلى أن سنة الله تعالى في الأنبياء السابقين تقضي بذلك، {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ...}⁣[آل عمران]، {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا ٥٤}⁣[النساء]، {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ ٢٠}⁣[المائدة]، وقد جعل الله تعالى لآل محمد من ذلك ما جعل لآل إبراهيم ª وعلى آلهما بدليل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد - كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

  ¿

  * * * * *