الترتيب
  ولا شك أن الخلاف وقع في زمن الصحابة، وقد كان علي # في جانب الذين لا يجيزون المسح على الخفين، فأخذت الزيدية بجانب علي #؛ لأنه باب مدينة العلم بنص النبي ÷، ولأنه مع الحق والحق معه بالنص النبوي أيضاً، مع أن ظاهر القرآن ينص على الغسل كما في آية المائدة.
  أما الإمامية فيستدلون على قولهم بالمسح على القدمين بقراءة بعض السبعة: {وأرجلِكم} بالكسر، فقالوا: إنها معطوفة على الرأس؛ لذلك وجب المسح على القدمين.
  ونحن نقول: إن سائر القراء قرأوا: {وأرجلَكم} بالنصب عطفاً على المنصوب؛ فوجب لذلك أن تغسل القدمان، ولا شك في صحة القراءتين قراءة الجر وقراءة النصب غير أنا رجحنا الغسل لمرجحات:
  ١ - أن ستة من القراء السبعة قرأوا بالنصب، وواحداً منهم قرأ بالجر.
  ٢ - المناسب في العقل أن تغسل القدمان لا أن تمسح؛ وذلك لما يتعرضان له من الأقذار والأوساخ بالاستمرار؛ فإن المرء يتعرض في مشيه إلى كثير من الأوساخ والأنجاس والميكروبات التي قد تسبب للأمراض، ولا شك أن المسح على ظاهر القدم لا يزيل عنها النجاسات والأوساخ والميكروبات، وقد كان المسلمون أهل ضعف وفقر وحاجة لذلك كانوا يمشون حفاة، وقد أثبت الطب الحديث أن الميكروبات تتسرب إلى الجسم عن طريق القدمين.
  ٣ - أجمع النقلة للحديث من الزيدية وأهل السنة على غسلهما عن النبي ÷.
  نعم، روي عن بعض أئمة الزيدية القدامى أنه كان يقول: إن القدمين تمسحان وتغسلان، وأظنه الإمام الناصر الأطروش # عملاً بالقراءتين.
الترتيب
  الترتيب بين أعضاء الوضوء واجب؛ وذلك لأن الواو في الشرع تقتضي الترتيب، وقد صح عن النبي ÷ كما في حديث جابر: «ابدؤوا بما بدأ الله به ..».