أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حديث الاستيقاظ]

صفحة 22 - الجزء 1

  فقالوا: يا رسول الله، قوم أنجاس، فقال رسول الله ÷: «إنه ليس على الأرض من أنجاس الناس شيء إنما أنجاس الناس على أنفسهم».

  فإن الصحابة لما قالوا: قوم أنجاس أقرهم النبي ÷ على ذلك، ثم بين لهم أنه ليس على الأرض من أنجاس الناس شيء ... إلخ.

  والذي يظهر لي والله أعلم: أن الكفر مظنة لنجاسة الكافر، وذلك من حيث أن الكافر لبعده عن الشرائع لا يتنزه عن النجاسات؛ لذلك أمر النبي ÷ بغسل آنية أهل الكتاب، وعلى هذا فالكافر ليس نجس الذات كالكلب والخنزير، وإنما هو متنجس؛ فإذا اغتسل وتطهر طهر.

  والدليل على ذلك: أن الله سبحانه وتعالى قال في آخر آية الوضوء: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ}⁣[المائدة: ٦]، فأخبر الله تعالى أنه إنما شرع الوضوء والغسل من أجل أن يطهر المسلمين، وعلى هذا فغير المسلمين أنجاس لا يطهرهم إلا الالتزام بأحكام الله من الوضوء والغسل والابتعاد عن النجاسات، ولو أن المسلم ترك الالتزام بهذه الأحكام لكان نجساً؛ لأنه لم يتطهر كما أمره الله.

  * * * * *