أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

في الحيل

صفحة 299 - الجزء 1

  عن بريرة، قال: قال رسول الله ÷: «القضاة ثلاثة، اثنان في النار وواحد في الجنة، رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة، ورجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، ورجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار».

  وفي الأحكام حديث: «من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين»، وحديث: «من سأل القضاء وكل إلى نفسه».

  وروى أحمد والأربعة وصححه ابن خزيمة وابن حيان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ÷: «من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين».

  يؤخذ من هنا:

  ١ - أن القاضي معرض لخطر عظيم.

  ٢ - يجب أن يكون القاضي مستحكم المعرفة فيما يقضي.

  ٣ - أن حكم الجاهل غير معتبر ولو حكم بالحق.

  ٤ - معنى فقد ذبح بغير سكين: أن من ولي القضاء فقد عرض نفسه للهلاك.

  ٥ - أنه يكره سؤال القضاء والحرص عليه.

  ٦ - الخطأ في الحكم نوعان: نوع معفو عنه ونوع غير معفو عنه،

  فالمعفو عنه: أن يحكم الحاكم بعد النظر والتحري بأن يكون من أهل المعرفة والنظر ولم يقصر في شيء مما يحتاج إليه الحكم ثم أخطأ فإن خطأه معفو عنه؛ لقوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}⁣[البقرة ٢٨٦]، {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ}⁣[الأحزاب ٥].

  وغير المعفو عنه: أن يكون الحاكم جاهلاً، فيقدم بجهله على الحكم، فإذا أخطأ الصواب فإنه غير معفو عنه.

  وفي المجموع بسنده عن علي # قال: (بعثني رسول الله ÷ إلى اليمن،