أزهار وأثمار من حدائق الحكمة النبوية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

القضاء

صفحة 300 - الجزء 1

  فقلت: يا رسول الله تبعثني وأنا شاب لا علم لي بالقضاء؟ قال: فضرب يده في صدري ودعا لي، فقال: «اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه، ولقنه الصواب، وثبته بالقول الثابت»، ثم قال: «يا علي إذا جلس بين يديك الخصمان فلا تعجل بالقضاء بينهما حتى تسمع ما يقول الآخر، يا علي لا تقض بين اثنين وأنت غضبان، ولا تقبل هدية مخاصم، ولا تضيفه دون خصمه، فإن الله ø سيهدي قلبك ويثبت لسانك ... إلخ».

  وروى أحمد وأبو داود والترمذي وحسنه وصححه ابن حبان عن علي #، قال: قال رسول الله ÷: «إذا تقاضا إليك رجلان فلا تقض للأول حتى تسمع كلام الآخر فسوف تدري كيف تقضي، قال علي: فما زلت قاضياً بعد».

  وروى أبو داود وصححه الحاكم عن عبدالله بن الزبير قال: قضى رسول الله ÷ أن الخصمين يقعدان بين يدي الحاكم، وفي المتفق عليه: «لا يحكم بين اثنين وهو غضبان».

  وفي من لا يحضره الفقيه مرفوعاً «من ابتلى بالقضاء فلا يقضين وهو غضبان» وفيه مرفوعاً عن علي #: (إذا تقاضى إليك رجلان فلا تقض للأول حتى تسمع من الآخر، فإنك إذا مثلت تبين لك القضاء).

  يؤخذ من ذلك:

  ١ - أن الخصمين يجلسان بين يدي الحاكم.

  ٢ - يجب على القاضي أن يحسن سماع الدعوى ثم سماع الإجابة، ولا يجوز له القضاء حتى يسمع ذلك من الخصمين.

  ٣ - لا يجوز للقاضي أن يقضي في حال الغضب لما في ذلك من تلف النفس واضطرابها، وتشويشها، ويلحق بالغضب كل ما شابهه في قلق النفس وتشويشها.