(باب الوضوء)
  ويندب(١) غسل السواك قبل أن يستاك به، ويندب أن يكون من الأراك؛ ويجوز بسواك الغير إذا رضي.
  والسواك يكون للوضوء(٢) (قبله) لا بعده، وحدّ القبلية: أن لا يتخلل إعراض، بأن يكون في حكم المفعول لا لأجله، فلو استاك قبله كذلك أو بعده ولو قبل الصلاة فليس بمتسنن.
  ويكون السواك في الفم (عرضاً) أو عرضاً وطولاً، ولا يستاك طولاً فقط؛ لأنه قد يحسر اللثة بأن يجرحها، وقد أمر النبي ÷ بالاستياك عرضاً حين أخبر بأن اليهود يستاكون طولاً؛ مخالفة لهم. والعرض من جانب الفم إلى الجانب الآخر. والطول: من أعلاه إلى الذقن.
  تنبيه: وفي السواك اثنتا عشرة خصلة: أنه من السنة، ومطهرة للفم، ومرضاة للرحمن، ومغضبة للشيطان، ويبيض الأسنان، ويزيل عنها الحفر - وهو وجع أصولها -، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويشد اللثة، ويشهي الطعام، ويضاعف الحسنات، وتفرح به الملائكة $، وقد جمع خصاله قوله:
  إن السواك عظيم الفضل فاعنَ به ... ولا تدعه على حال ولو(٣) سفرا
  ومن فوائده عشر ويتبعها ... دال وبعضهم قد زاد ها ودرا
  يرضي الإله ويصفي الخلق ملتزماً ... لحدة الذهن بل يجلو لك البصرا
  ويطهر الفم والأسنان يصقلها ... ويقطع البلغم المذموم حيث جرى
  ولثّة المرء عند الضعف يمسكها ... ويحفظ الظهر أن يعوج(٤) إذا كبرا
  ويسهل النزع عند الموت منه وفي ... تطييبه نكهة(٥) الإنسان ما أُثرا
(١) في (ج): «وندب».
(٢) والتيمم. (é). (شرح).
(٣) في (ب): «ولا».
(٤) في المخطوط: يوجع.
(٥) في المخطوط: نهكة.