تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): فيما يجب على المكلف بعد دعوة الإمام

صفحة 553 - الجزء 6

  سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ١١ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١٢ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ١٣}⁣[الصف].

  والآيات في الباب كثيرة مشهورة، وأما جاء من السنة فأكثر من أن يحصر، عنه ÷ بعد أن سئل أي الأعمال أفضل؟ فقال: «إيمان بالله ورسوله» قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله» قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور». وعن ابن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى الله تعالى؟ قال: «الصلاة على وقتها» قلت: ثم أي؟ قال: «بر الوالدين» قلت: ثم أي؟ قال: «الجهاد في سبيل الله». وعن أنس بن مالك ¥ أن رسول الله ÷ قال: «لغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها» وعن سهل بن سعد ¥ أن رسول الله ÷ قال: «رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما فيها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها»، وعنه ÷ أنه قال: «الجهاد سنام الدين» وعنه ÷ أنه قال: «أقرب [الناس] مني منزلاً⁣(⁣١) يوم القيامة بعد حمزة وجعفر وعلي من خرج بسيفه على إمام جائر فقاتل فقتل»، وعنه ÷ أنها جاءته امرأة فقالت: يا رسول الله، انطلق زوجي غازياً، وكنت أقتدي بصلاته حين يصلي، وبصيامه حين يصوم، وبذكره حين يذكر، فأخبرني بعمل يبلغني عمله حتى يرجع، فقال: «تقومين فلا تقعدين، وتذكرين فلا تفترين، وتصومين فلا تفطرين»، قالت: يا رسول الله، ما أطيق عمل هذا، قال: «والذي نفس محمد بيده [لو طوقتيه] ما بلغت العشر من عمله حتى يرجع».

  والأحاديث في الباب كثيرة، وقد ورد في فضل الشهداء ما تشتاق إليه نفس


(١) في أمالي أبي طالب والشافي والاعتبار وسلوة العارفين وغيرها: مقاماً.