(فصل): فيما يجب على المكلف بعد دعوة الإمام
  الحاذق اللبيب، عنه ÷ أنه قال: «للشهيد سبع درجات، وأول درجة من درجاته: أن يرى منزله في الجنة قبل خروج نفسه فيهون عليه ما به، الثانية: أن تبرز له زوجته من حور الجنة فتقول [له:] أبشر يا ولي الله، ما عند الله خير لك مما عند أهلك، والثالثة: إذا خرجت نفسه جاءه خدمه(١) من الجنة فولوا(٢) غسله وكفنوه وطيبوه من طيب الجنة، الرابعة: أنه لا يهون على مسلم خروج نفسه مثلما يهون على الشهيد، والخامسة: أنه يبعث يوم القيامة وجرحه يشخب مسكاً، فيعرف الشهداء برائحتهم يوم القيامة، والسادسة: أنه ليس أحد أقرب منزلاً من عرش الرحمان منهم، والسابعة: أن لهم في كل جمعة زورة فيحيون بتحية الكرامة ويتحفون بتحف الجنة، فيقال: هؤلاء زوار الله {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ١٧٠ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ١٧١ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ١٧٢}[آل عمران] ولا سيما حيث يكون الجهاد مع الأئمة الهادين ممن سار سيرة نبينا صلى الله عليه وعليهم أجمعين، فقد جاء عنه ÷: «............ (٣)».
  والجهاد هو فرض (كفاية) لا فرض عين، إذا قام به بعض المسلمين سقط عن الباقين، إلا أن يقصد الكفارُ إلى ديار المسلمين أو البغاةُ ففرض عين، إلا أن يكفي البعض في دفعهم.
  مَسْألَة: فإن بعد العدو لم يجب النهوض إليه إلا إذا وجد زاداً وراحلة ومؤنة من يلزمه أمره حتى يرجع كالحج؛ لقوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا
(١) في المخطوطات: خزنة. والمثبت من مجموع الإمام زيد # وغيره.
(٢) في المخطوطات: تولوا. والمثبت من المجموع الشريف.
(٣) بياض في المخطوطات.