تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في معاملة الظلمة

صفحة 688 - الجزء 6

  حريصاً على ولاية أهل البيت $ الحي منهم والميت، ففاز بمبايعته، وربح بصفقة تجارته، ونال معه نصيباً وافرا من الجهاد لأعداء الله الباطنية أهل العناد، رامياً ببندقته مع الرماة، مدبراً للحرب مع أهل التدبير بخبرة حسنة عن معرفته فيما رآه، ثم آب إلى وطنه ظافراً بالخيرات، محصلاً في غربته أسباب السعادات، وهو الآن مقيم به آمراً بالمعروف نقياً عن المنكر المخوف، لا تأخذه في الله لومة لائم، مصادماً لما خالف أوامر الله ونواهيه، مصارماً متكلماً بالصدق قوالاً بالحق، زاده الله مما أولاه، وبلغه في الدارين أقصى مناه، وذلك النحرير بقريته المسماة بمنزل جمل، المعروفة ببيت البعداني، بجبل بعدان، على فرسخين من مدينة إب المعروفة إلى ناحية الشرق، وهي قرية حسنة النسيم، معتدلة المزاج أشجارها مدوحة نضارتها، متدفقة أنهارها، عذبة طعومها،

  رياض بها روض العتيق نضارة ... وأطيب منه مخبراً وجمالا

  فدع عنك بواب الحصيب وسلعهم ... ووادي أزال لا يكون مثالا

  نسيم بها يشفي العليل انتشاقه ... وما جاز وصفاً من رآه مثالا

  وأهل بها طبع الكرام سماتهم ... يحلون للضيف النزيل نوالا

  فعند نزيل خاضعين لقوله ... وعند نزال شاهرين نصالا

  أسوداً إذا ما جنت الحرب ليلها ... بدا منهم شوقاً فكان هلالا

  والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الأكرمين، اللهم إنا نسألك أن تصلي وتسلم على نبيك محمد وآله الطاهرين، وأن تحسن عاقبتنا وخاتمتنا في الدنيا والآخرة، آمين آمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الأكرمين، قال في الأم: انتهى التحرير هذا عقيب صلاة الجمعة شهر ربيع سنة تسع وثمانين ومائتين وألف سنة ١٢٨٩ هـ.