(فصل): في بيان ما يحرم فعله في الحرمين
  وهو مقابل لباب الكعبة من جهة الغرب(١) قريب إلى جهة اليمن، والملتزم وهو بين الركن الأسود والباب - نعم، فإذا وصل المستجار في الشوط السابع ألصق بطنه وخديه وبسط يده على البيت(٢) وقال: «اللهم البيت بيتك ... إلخ»، ويقر بذنوبه في ذلك المكان، ويحرر في قلبه الاعتراف بها، ويسأل ربه المغفرة، فقد روي أنه يغفر له ذنوبه.
  (و) الثالث: (التماس الأركان) الأربعة في كل شوط إن أمكن، وإلا ففي الأفراد. والاستلام: وضع اليد اليمنى عليه ثم يمسح بها وجهه. ويشرع مسح الوجه بها عقيب كل دعاء. وإن تعذر الاستلام فالإشارة باليد اليمنى ويمسح بها وجهه. وفي الحجر الأسود يندب تقبيله والسجود [عليه] ولو كان فيه طيب، ويعفى عنه، ويزيله فوراً إن انفصل إليه منه شيء، فهو مخصوص. ويشرع أن يقول حال الاستلام للأركان: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}. روى ابن عباس عن النبي ÷ أنه قبَّل الحجر الأسود وسجد، ثم قبَّله وسجد، ثم قبَّله وسجد، وروى عبدالله بن العاص قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «الحجر والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة، ولولا أن الله سبحانه طمس نورهما لأضاءا ما بين المشرق والمغرب»، وعنه ÷: «من قبل الحجر الأسود لقنه الله حجته يوم القيامة»، وكان ÷ يقبله كثيراً ويسجد عليه، وكان إذا طاف على الراحلة وضع المحجن عليه ثم يقبل المحجن، وقبله عمر بن الخطاب وقال: «والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ÷ يقبلك ما قبلتك، ثم بكى والتفت إلى ورائه فرأى أمير المؤمنين فقال: يا أبا الحسن، ههنا تسكب العبرات، فقال أمير المؤمنين: «بل هو يضر وينفع» قال: وكيف؟ قال: «إن الله سبحانه وتعالى لما أخذ الميثاق على الذرية كتب عليهم كتاباً ثم ألقمه هذا الحجر،
(١) في (ج): «الشرق».
(٢) لفظ حاشية في هامش شرح الأزهار: على البيت يديه وألصق به بطنه وخديه.