النسك (الثالث) من مناسك الحج:
  إليه (من بين الأسطوانتين) وهما معروفتان هنالك، روي أنه مكتوب فيهما الصمد والمعوذتين، وقيل:
  من ذا الذي ما ساء قط ... ومن له الحسنى فقط
  ذاك ابن آمنة الذي ... عليه جبريل هبط
  والمراد أنه هنا يصعد إلى الصفا، وهذا أول السعي، فيشرع الصعود ندباً، وإلا ألصق عقب رجليه مما ذهب منه، وهو الصفا هنا؛ إذ هو أول شوط، وكذا فيما بعده إذا ولى عنه، ويلصق أصابع رجليه فيما وصل إليه من الصفا أو المروة، وسيأتي قريبا إن شاء الله تعالى في السعي. وإذا وصل الصفا عند الصعود إليه استقبل الكعبة ويدعو بما شاء وسبَّح وهلَّل وصلَّى على النبي وآله ÷ وقرأ الحمد والصمدَ والمعوِّذتين وآية الكرسي وآخر الحشر والدعاء المأثور، كل ذلك ندب.
  (و) الثامن: (اتقاءالكلام) حال الطواف؛ إذ المشروع هنالك ملازمةُ الذكر، والكلامُ يمنع من ذلك، ولأن الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله تعالى أباح لكم التكلم فيه، فالأولى تركه.
  (و) التاسع: اتقاء الطواف في (الوقت المكروه) من أي الثلاثة، والكراهة للتنزيه، فيصح، وكذا الركعتان بعده تكرهان فيه وتصحان، وليست الكراهة في الطواف في الوقت المكروه لأجل الصلاة التي بعده حتى لو وافق الفراغ من الطواف خروج ذلك الوقت المكروه [فلا كراهة]، بل يكره الطواف في نفسه في ذلك الوقت ولو لم يفرغ من الطواف إلا بعد انقضائه، والله أعلم.
النسك (الثالث) من مناسك الحج:
  (السعي) وهو عبارة عن المشي من الصفا إلى المروة ثم العود، وهو واجب عندنا، عنه ÷: «اسعوا؛ فإن الله كتب عليكم السعي»، ورفعُ الجناحِ في قوله تعالى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} رفعٌ لما توهمه المسلمون وتحرجوا منه؛ إذ كانت الجاهلية يفعلون ذلك، وكان عليهما صنمان أصلهما «إساف، ونائلة» مسخا حجرين،