تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

[النسك الخامس: المبيت بمزدلفة]

صفحة 522 - الجزء 2

  اليوم الثامن من ذي الحجة، فسمي بيوم التروية لأنهم كانوا يتروون فيه ليوم الوقوف باغتراف الماء لليوم فيه، يعني: في يوم التروية، ويصلي العصرين في منى توقيتاً⁣(⁣١) لا جمعاً (و) كذا يصلي (عشاءيه) يعني: المغرب والعشاء من ليلة النحر⁣(⁣٢)، وسمي⁣(⁣٣) عشاءي يوم التروية تجوزاً، فيصليهما كذلك توقيتاً في منى (و) كذا صلاة (فجر) يوم (عرفة في منى) أيضاً، ثم يسير بعده إلى مكة⁣(⁣٤)، وصفة ذلك أنه إذا قدم⁣(⁣٥) يوم التروية سار ملبياً إلى منى وصلى العصرين بها والعشاءين توقيتاً وبات بها وصلى الفجر، ثم يسير إلى عرفة صائماً ندباً، فينزل بها إلى وقت الظهر، ثم يجمع بين صلاة الظهر والعصر تقديماً ندباً، ثم يقف بها وليكن داعياً لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات، ثم إذا غربت الشمس أفاض (و) ندب أن تكون (الإفاضة) وهي الخروج من الجبل (من بين العلمين) المعروفين هنالك، {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} أريد به إبراهيم # كما أريد بالناس نعيم بن مسعود في قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ}، فيخرج من ذلك المحل متجنباً المزاحمة مكثراً للتلبية والاستغفار وعليه السكينة والوقار.

[النسك الخامس: المبيت بمزدلفة]

  والنسك (الخامس: المبيت بمزدلفة) ليلة النحر فهو واجب، وحدّ مزدلفة من مأزمي عرفة إلى مأزمي وادي محسر، ولعل مأزمي وادي محسر منها⁣(⁣٦)، والمأزم بالهمزة: عبارة عن كل مضيق بين جبلين، [فهذا حده]⁣(⁣٧) شعابه وآكامه يميناً وشمالاً، (و) يجب أيضاً (جمع العشاءين) وهما المغرب والعشاء من ليلة النحر،


(١) حيث مذهبه التوقيت. (é).

(٢) صوابه: ليلة عرفة.

(٣) صوابه: وسميا.

(٤) صوابه: إلى عرفة.

(٥) صوابه: إذا كان. كما في البيان.

(٦) وفي البحر: ومأزما وادي محسر ليس منها.

(٧) في (ج): «فهذه أحد».