[النسك الثامن: المبيت بمنى]
  جاء أن الحصى تناشد من أخرجها من المسجد، وتجزئ وإن كانت من المسجد. ويكره تكسيرها، فقد قيل: إن ذلك يورث الحزن.
  (و) يستحب أن يكون الرامي حال الرمي (راجلًا) لا راكباً، فإن رمى حال الركوب أجزأه، وما ورد أن النبي ÷ رمى راكباً فلعله لعذر، وظاهره الازدحام. ويستحب أن يكون بينه وبين الجمرة التي يرميها عشرة أذرع أو خمسة عشر ذراعاً.
  (و) مما يستحب: (التكبير، مع كل حصاة) تكبيرة، بصفة تكبيرة الصلاة، والدعاء، وهو «اللهم أزعج عني الشيطان وجنوده».
  فائدة: روي أن إبراهيم # لما فرغ من بناء البيت أتاه جبريل # ثم أراه الطواف، ثم أتى جمرة العقبة فاعترضه الشيطان، فأخذ جبريل # سبع حصيات وأعطى إبراهيم # سبعاً وقال: «ارم وكبِّر مع كل رمية» حتى غاب الشيطان، فأتى الجمرة الوسطى فعرض بها الشيطان، فأخذ جبريل # سبع حصيات وأعطى إبراهيم # سبعاً وقال: «ارم وكبّر مع كل حصاة تكبيرة» حتى غاب الشيطان، ثم أتى الجمرة القصوى فعرض بها الشيطان، فأخذ جبريل # سبع حصيات وأعطى إبراهيم # سبعاً وقال: «ارم وكبّر» فرمى وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ذكر هذا البخاري. ويروى أن سبب الرمي للجمار أن إبراهيم # نفر عليه هدي فكان يتبعه ويرميه بالجمار - وهي الحصى - ليرده إليه، وسميت الجمار لأن آدم # رمى إبليس فأجمر بين يديه، أي: أسرع، فسميت الجمار به، قاله الزمخشري ¦.
[النسك الثامن: المبيت بمنى]
  (و) النسك (الثامن: المبيت بمنى) وحدُّ منى [من](١) العقبة إلى وادي محسر، والعقبة منها(٢)، وطولها ستة آلاف ومائتا ذراع، قاله الأزرقي.
  نعم، فالمبيت بها نسك واجب، وذلك (ليلة ثاني النحر) وهي ليلة حادي عشر
(١) ما بين المعقوفين من البيان وهامش شرح الأزهار.
(٢) وفي هامش شرح الأزهار: فلا تدخل العقبة ووادي محسر فيها. (é).