[ما يندب في النكاح]:
  وندبت المصافحة في العقد، روي عن النبي ÷ «أن فيها يُمْناً»، وكيفية المصافحة مثل مصافحة البيعة، لا كما يفعله الناس في المصافحة من نصب الراحة، وندب الستر لليدين عند ذلك.
  وندب في العقد خطبتان: الأولى: من الولي قبل العقد، والثانية: من الزوج حاله، ويغتفر تخللها(١) بين الإيجاب والقبول؛ لورود السنة بذلك، وقد روي أن النبي ÷ خطب عند العقد بفاطمة & فقال: «الحمد لله المحمود لنعمته، المعبود لقدرته، المتعالي لسلطانه، المبين لبرهانه، الحق لحقائق أدلته، المهيمن لسعة علمه، الجبار لجلاله، القاهر لشدة محاله، العادل في أفعاله، الصادق في أقواله، أما بعد: فإن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي @، وقد زوجته على خمسمائة درهم، رضيتَ يا علي؟ قال: رضيتُ يا رسول الله» روي في ذخائر العقبى في فضائل أولي القربى أن النبي ÷ قال لفاطمة & حين زوجها إلى علي #: «إن الله تبارك وتعالى لما أمرني أن أزوجك من علي أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفاً في الجنة وأمر شجر الجنان أن تحمل الحلي والحلل، ثم أمر جبريل فنصب منبراً في الجنة، ثم صعد جبريل فخطب، فلما فرغ نثر عليهم من ذلك، فمن أخذ أحسن أو أكثر من صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة: يكفيك يا بنية [هذا](٢)».
  وروى جابر بن عبدالله ¥ قال: لما زوج رسول الله ÷ فاطمة من علي # أتاه أناس من قريش فقالوا: إنك زوجت عليّاً بمهر خسيس، فقال ÷: «ما زوجت علياً، ولكن الله زوجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى، أوحى الله إلى سدرة المنتهى أن انثري ما عليك، فنثرت الدر والجواهر والمرجان، فابتدرت الحور العين يلتقطن ويتباهين به، ويقلن: هذا نثار فاطمة ^» فلما كان ليلة الزفاف أتى النبي ÷ ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة وقال لفاطمة &: «اركبي»، وأمر
(١) في المخطوطات: تخللهما. والمثبت من البحر وهامش شرح الأزهار. وفي (ب، ج): ويعتبر. وهو غلط.
(٢) ما بين المعقوفين من ذخائر العقبى وهامش شرح الأزهار.