تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): [في الطلاق المعلق بوقت]

صفحة 400 - الجزء 3

  جمعة تقدم بعد اللفظ.

  مَسْألَة: وإذا كتب بالقلم: «أنت طالق» ثم استمد من الدواة ثم كتب «إذا جاءك كتابي» أو «إذا فعلت كذا» أو نحوهما شرطاً أو تعليقاً بوقت في الطلاق - فإن كان استمداده من الدواة لانقطاع المداد من القلم عفي عنه وصح [ما]⁣(⁣١) شرطه بعد، ويكون استمداده كالعطاس والسعال ونحوه من بلع الريق ونحوها، وإن كان لغير حاجة إليه أو لحاجة أخرى وقع الطلاق في الحال ولم يصح ما شرطه بعد، كما إذا سكت لغير حاجة [ثم شرط شرطاً]⁣(⁣٢) واستثنى بعده لم يصح. وهذا - أعني: عدم وقوع الطلاق للتراخي - حيث لم ينو الشرط أو التعليق بالوقت، فأما حيث هو ناوٍ له فهو يصح بالنية في الباطن ولو لم يكتبه، وفي الظاهر إن صدقته أيضاً، وإلا كان مشروطاً أو معلقاً باطناً فقط، فتأمل. وإذا كتب: «أنت طالق متى قرأت كتابي هذا» طلقت عند قراءتها له إذا كانت تقرأ، لا بقراءة غيرها له عندها إلا إذا كانت لا تقرأ، لعله أو قصد ذلك مع مصادقتها أنه قصد ذلك.

  مَسْألَة: وإذا كتب: «أنت طالق عند ما يصلك⁣(⁣٣) كتابي هذا» ثم ضاع لم تطلق، وكذا إذا ضاع بعضه ولو بقي منه المقصود، وإذا وصل كله وقد امتحى بعضه فإن كان المقصود لم تطلق، وإن كان غيره لم تطلق، وسواء كان المقصود منه الطلاق أو غيره.

  مَسْألَة: وإذا قال: «أنت طالق حال موتي» أو «موتك» لم يقع؛ لمصادفته البينونة بالموت.

  مَسْألَة: وإذا قال: «أنت طالق بعد قبل بعد رمضان» [وقع أول شوال؛ لأن قبل بعد رمضان هو رمضان، وقد علقه ببعده، وكذا في «قبل ما بعد قبله⁣(⁣٤) رمضان]⁣(⁣٥)


(١) ما بين المعقوفين من البيان (٢/ ٤٦٠).

(٢) ما بين المعقوفين من البيان (٢/ ٤٦٠).

(٣) في المخطوطات: عند وصولك كتابي. والمثبت من البيان (٢/ ٤٦٠).

(٤) «قبله» ساقط من (ب، ج) وأثبتناه من البيان (٢/ ٤٦٤).

(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (أ).