(باب التيمم)
  ذمار)(١) تعرض جنازة ويقم(٢) للصلاة عليها، ولا يمهل المتوضئ أو المتيمم حتى يفرغ من الصلاة(٣)، فيقومون للصلاة عليها مؤتمين مسارعين(٤) إلى إدراك الفضيلة وخشية فوتها لو ذهب أحدهم إلى الوضوء، مع قرب الماء إليهم في مطاهر (المدرسة الشمسية)(٥). ومثل ذلك صلاة العيدين لو خشي باستعمال الماء خروج وقتهما(٦) فإنه يتيمم لها؛ لأنها لا تقضى وقد خشي فوتها.
  سؤال: لو ترك صلاة العيدين للبس ثم صح أن العيد ذلك اليوم قبل الزوال بوقت لم يسع الصلاة بالوضوء ويتسع بالتيمم، هل يتيمم ويصلي أداءً أو يؤخر إلى اليوم الثاني ويأتي بها قضاءً بالوضوء؟
  الجواب: أنه يتركها في ذلك اليوم؛ لأن أصل تركه لها للبس، ويصليها في اليوم الثاني بالوضوء قضاء، وهذا(٧) يدخل في قوله: «لا تقضى»، وأما هذه حيث قد تركها في أول الوقت للبس فهي تقضى.
  فَرْعٌ: فإن بقي ما لا يتسع لأي الطهارتين، فإن كان للبس صلى بإحدى الطهارتين في اليوم الثاني قضاء، ويتعين الماء، فإن لم يوجد أو نحو العدم صلاها بالتيمم، وهذا معنى «بإحدى الطهارتين»، وإن كان تمرداً أو نسياناً أثم مع العمد وصلاها في ذلك الوقت بالتيمم إن اتسع الوقت له، وإلا صلاها على الحالة؛ إذ لا يشرع هنا قضاؤها؛
(١) إحدى المدن اليمنية، تبعد عن صنعاء حوالي ١٠٠ كم جنوبا، وهي أكبر مدن محافظة ذمار، وهي من المدن اليمنية القديمة، سميت باسم الملك السبئي ذمار علي.
(٢) ويقام ظ.
(٣) الوضوء ظ.
(٤) في (ب): «مسارعة».
(٥) المدرسة الشمسية (وجامعها): تقع في مدينة ذمار، وهي من أهم المدارس العلمية في اليمن، وتخرج منها كثير من العلماء خصوصا الزيدية، بناها الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين بن الإمام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى، وسماها باسم ابنه الأمير شمس الدين، ومكتبتها من أهم المكتبات اليمنية وبها كثير من المخطوطات الزيدية.
(٦) وهو الزوال±. (شرح).
(*) في المخطوط: وقتها.
(٧) في (أ): «وهذه».