تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في بيان تعيين مصرف الوقف إذا عينه الواقف وما يتبع ذلك من المسائل:

صفحة 186 - الجزء 5

  ذلك، والتثنية كافية تؤدي مؤدى ما يذكر⁣(⁣١) أربعاً أو خمساً. ومن ذلك أن يقول: «جيلاً بعد جيل، أو بطناً بعد بطن، أو قرناً بعد قرن» فهذه الألفاظ كالمثنى «بالفاء» أو «ثم» في اقتضائها دخول⁣(⁣٢) البطون من أولاده في الوقف عليهم، فيكون الوقف (لهم ما تناسلوا) فينتقل إلى البطن الثانية والثالثة والرابعة وهلم جرَّا بالوقف.

  (و) اعلم أن الوقف إذا صار إلى البطن الثانية والثالثة بالوقف أنه (لا يدخل) أحد من القرن (الأسفل) كأهل البطن الثانية (حتى ينقرض) أهل القرن (الأعلى) كأهل البطن الأولى، وكذا لا يدخل أهل البطن الثالثة حتى ينقرض أهل البطن الثانية، وعلى هذا الترتيب بينهم، ولا يأخذ الأسفل مع الأعلى شيئاً، ويكون الوقف بين أهل البطن فيما بينهم على السواء الغني والفقير، والذكر والأنثى، والفاسق والمؤمن، إلا أن يقول: «على فرائض الله تعالى» كان للذكر مثل حظ الأنثيين، ومن مات كان نصيبه لورثته من أولاده فقط؛ إذ الوقف على الأولاد، ولا يدخل من يرث من مات من غير الأولاد، وأما من يكون من أولاد الميت فيرث من مات⁣(⁣٣) إذا كان وارثاً له كابن الابن وإن وجد أحد من أهل البطن الذي قبله كالبنت، وذلك مقتضى قوله: «على فرائض الله تعالى».

  فائدة: إذا أتلف الوقفَ متلفٌ ضمن قيمته لأهل الدرجة المستحقين له، لا لمن بعدهم، وإن أتلفه أهل الدرجة الأولى لم يضمنوا شيئاً؛ لكونه مستحقاً لهم. وقيمته يوم أتلف.


(١) في (ب): مؤداها بذكر.

(٢) في المخطوطات: في اقتضائه دون. ولعل ما أثبتناه الصواب.

(٣) هكذا في المخطوطات، ولعلها: وأما من يكون من أولاد الواقف لكن المثال غير مستقيم، وعلى الجملة فالكلام غير واضح، ولفظ البيان وهامشه (٤/ ٢٣٢، ٢٣٣) بحذف ما ليس للمذهب وتصرف يسير: أحدهما: أن يكون للذكر مثل حظ الأنثيين. والثاني: أنه يكون على الترتيب في البطون [إلا أن يكون الأسفل يرث مع الأعلى فإنه يدخل [(⁣١)]، كابن الابن مع البنت. (é)] لكن إذا مات أحد من البطن الأعلى كان نصيبه لأولاده على فرائض الله دون سائر ورثته، [فيكون لأولاد الميت فقط لا إخوته وسائر ورثته من غيرهم إلا أن يكون من أولاد الواقف. (é). كأن يخلف بنتاً وأختاً أو نحو ذلك.] ونحوه في هامش شرح الأزهار (٧/ ١٩٨).


[١] إذا كان من الأولاد. (من هامش شرح الأزهار).