تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل): في بيان تعيين مصرف الوقف إذا عينه الواقف وما يتبع ذلك من المسائل:

صفحة 187 - الجزء 5

  نعم، فتقرر أن الأسفل لا يدخل مع وجود الأعلى (إلا لأمر) ذكره الواقف (يدخله) يعني: يدخل الأسفل دخل مع الأعلى، كأن يقول الواقف: «وقفت هذا على أولادي فأولادهم إلا العلماء أو إلا الفضلاء» يعني: فلا ترتيب، فيدخل من وجد من العلماء من الأسفل مع وجود الأعلى، ويكون دخوله بالوقف معهم، وكذا لو قال: «على أولادي مع أولادهم، أو حتى أولادهم، أو ويدخل معهم أولادهم، أو ما تناسلوا، أو على نسلي، أو على عقبي، أو ذريتي - فهذه الألفاظ كلها تقتضي التشريك، فيدخل الأسفل مع الأعلى، ومن مات سقط سهمه، ومن ولد ثبت له سهم؛ لأن الوقف على جميع من يوجد من ذريته.

  ومثل هذا لو كان ثم أمر مخرجاً لأحد من أهل البطن خرج من الوقف ولا يدخل، كلو وقف على أولاده بطناً بعد بطن إلا الفساق - خرج منهم من هو كذلك ولو كان من⁣(⁣١) أول بطن. و (كالواو) فإنها تقتضي دخول أهل البطن الثانية مع البطن الأولى (عند المؤيد بالله) لو قال: «وقفت على أولادي وأولادهم»، وهو اختيار البصريين من النحويين أنها تقتضي المعية⁣(⁣٢)، والمختار هو اختيار الكوفيين أنها تقتضي الترتيب فتكون مثل «الفاء»، ولعل المقرر المختار لأهل الأصول أن «الواو» تقتضي التشريك من دون دلالة على ترتيب ولا معية، لكن حملها العرف هنا على الترتيب، فتحمل عليه وتكون مثل «الفاء».

  تنبيه: والوقف على الأولاد وأولاد الأولاد «بالفاء» أو «بثم» أو «بالواو» على الصحيح يدخل أولاد البنات؛ إذ هم من أولاد أولاده، لا إذا قال: «على أولاد صلبه» لم يدخلوا في ذلك؛ إذ هم من صلب غيره، فاقتضى العرف خروجهم.

  مَسْألَة: ذكر النفس ليس كذكر بطن لو قال: «وقفت على نفسي فأولادي» كان كما لو ذكر الأولاد مفرداً؛ فينتقل إلى البطن الثانية بالإرث، ولا يكون ذكر النفس كما لو قال: «على أولادي فأولادهم» يعني: أنه لم يكن بمثابة ذكر بطن، فافهم.


(١) في (ب): «في».

(٢) صوابه: أنها لا تقتضي الترتيب.