تيسير الغفار المعروف بـ (مجموع أهل ذمار)،

عبدالله بن علي العنسي (المتوفى: 1301 هـ)

(فصل) في بيان اليمين المركبة وما يتعلق بها من الأحكام

صفحة 461 - الجزء 5

  حنث بعد ذلك على أحدهما؛ لأن يمينه قد انحلت بكلامها، وانحلت يمينها بقوله: «لا جزيت خيراً» ولم يبتدئ أحدهما الآخر بكلام، وهو ظاهر.

  فائدة في اليمين المعلقة على شرط⁣(⁣١): من قال لغيره: «والله لا كلمتك يوماً، والله لا كلمتك يومين، والله لا كلمتك ثلاثاً» فهي يمين واحدة على ثلاثة أيام فقط⁣(⁣٢)، لكنه كرر الأول ثلاثاً والثاني مرتين والثالث مرة واحدة؛ لأن اليوم الأول يدخل في الثاني، واليومان يدخلان في الثالث، يؤيده قوله تعالى في آية: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}⁣[فصلت ٩] ثم قال: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ}⁣[فصلت ١٠] فأدخل اليومين [الأولين] في اليومين الآخرين، ثم قال في آية أخرى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ [وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١] فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}⁣[فصلت] فكملت ستة أيام، وطابق ذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}⁣[ق ٣٨] فتأمل⁣(⁣٣)، والله أعلم.

(فصل) في بيان اليمين المركبة وما يتعلق بها من الأحكام

  (و) اعلم أن اليمين (المركبة) وسميت مركبة لتركبها (من) حرف (شرط) وهو «إن وإذا وإحدى أخواتها»⁣(⁣٤) (وجزاء) وهو جواب الشرط المحلوف به، فهي يعني: اليمين المركبة مما ذكر (إن تضمنت حثاً) لنفسه على فعل أو أمر أو تركه نحو أن يقول: «امرأته طالق أو عبده حر ليفعلن كذا» أو «إن لم أفعل كذا فامرأتي أو عبدي كذا» (أو) تضمنت اليمين (منعاً) لنفسه من فعل أمر أو تركه، نحو أن يقول: «امرأته طالق أو


(١) كذا في المخطوطات.

(٢) كذا في المخطوطات، ولا توجد «فقط» في البيان (٥/ ٥٠) ولا في هامش شرح الأزهار (٨/ ٧٢).

(٣) فرع: فإن نوى بها ستة أيام كانت ثلاث أيمان: في الأول يمين، وفي الثاني والثالث يمين، وفي الرابع والخامس والسادس يمين، فإذا حنث فيها الكل لزمته ثلاث كفارات. (من البيان ٥/ ٥٠، ٥١)، وهامش شرح الأزهار (٨/ ٧٢).

(٤) كذا في المخطوطات: إن وإذا وإحدى أخواتها. وأيضاً المثال الأول للحنث والمنع والتصديق والبراءة ليس فيه حرف شرط.