(فصل) في بيان اليمين المركبة وما يتعلق بها من الأحكام
  حنث بعد ذلك على أحدهما؛ لأن يمينه قد انحلت بكلامها، وانحلت يمينها بقوله: «لا جزيت خيراً» ولم يبتدئ أحدهما الآخر بكلام، وهو ظاهر.
  فائدة في اليمين المعلقة على شرط(١): من قال لغيره: «والله لا كلمتك يوماً، والله لا كلمتك يومين، والله لا كلمتك ثلاثاً» فهي يمين واحدة على ثلاثة أيام فقط(٢)، لكنه كرر الأول ثلاثاً والثاني مرتين والثالث مرة واحدة؛ لأن اليوم الأول يدخل في الثاني، واليومان يدخلان في الثالث، يؤيده قوله تعالى في آية: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ}[فصلت ٩] ثم قال: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ}[فصلت ١٠] فأدخل اليومين [الأولين] في اليومين الآخرين، ثم قال في آية أخرى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ [وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١] فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}[فصلت] فكملت ستة أيام، وطابق ذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ}[ق ٣٨] فتأمل(٣)، والله أعلم.
(فصل) في بيان اليمين المركبة وما يتعلق بها من الأحكام
  (و) اعلم أن اليمين (المركبة) وسميت مركبة لتركبها (من) حرف (شرط) وهو «إن وإذا وإحدى أخواتها»(٤) (وجزاء) وهو جواب الشرط المحلوف به، فهي يعني: اليمين المركبة مما ذكر (إن تضمنت حثاً) لنفسه على فعل أو أمر أو تركه نحو أن يقول: «امرأته طالق أو عبده حر ليفعلن كذا» أو «إن لم أفعل كذا فامرأتي أو عبدي كذا» (أو) تضمنت اليمين (منعاً) لنفسه من فعل أمر أو تركه، نحو أن يقول: «امرأته طالق أو
(١) كذا في المخطوطات.
(٢) كذا في المخطوطات، ولا توجد «فقط» في البيان (٥/ ٥٠) ولا في هامش شرح الأزهار (٨/ ٧٢).
(٣) فرع™: فإن نوى بها ستة أيام كانت ثلاث أيمان: في الأول يمين، وفي الثاني والثالث يمين، وفي الرابع والخامس والسادس يمين، فإذا حنث فيها الكل لزمته ثلاث كفارات. (من البيان ٥/ ٥٠، ٥١)، وهامش شرح الأزهار (٨/ ٧٢).
(٤) كذا في المخطوطات: إن وإذا وإحدى أخواتها. وأيضاً المثال الأول للحنث والمنع والتصديق والبراءة ليس فيه حرف شرط.